أطلال مدرسة اوليكات التي تفرج عليها الموريتانيون قبل يومين تحكي قصة طويلة من العطاء والتضحية من أجل #موريتاننا …
قد تكون بداية التفكير في هذه المدرسةتعود إلى سنة 1917 ومع الزعيم وشهيد التسمم الفرنسي الداهي ولد سيدن ولد باباه (الأول ) الذي اغتاله الفرنسيون بالسم في انواذيبو سنة 1945بسبب علاقته القوية بالمقاومة. والداهي هذا بطل حصيف وسيم متقد الذكاء وقد تخرج من مدرسة أبناء الشيوخ (أولاد الأعيان) وحاز على الرتبة الثانية في أول دفعة تتخرج من تلك المدرسة سنة 1913,( أنظر رسالة للحاكم الفرنسي دبي ترجمها فتى الوزراء المرحوم محمد عبد الله ولد الحسن مرفقة مع الصور)… ولن تتبلور هذه الفكرة على أرض الواقع إلا قبيل الاستقلال وفي خيمة تماما مثل استقلال البلد وذلك مع فقيه المُعلمين البطل الشهم محمد سالم ولد المعمر خريج مدرسة أبناء الشيوخ سنة 1927. وبهذا يكون المؤسس الأول والمدير الأول المرحوم محمد سالم ولد المعمر … كانت البداية في خيمة تنتجع على روابي آوليكات،ثم تحولت إلى مكان “البرك الذي شاهدتم” وبشكل رسمي سنة 1960 .
ويعود الفضل في إقناع الناس بالتمدرس وجمع الطلاب والتكفل بهم إلى الشيخ التقليدي والقائد التاريخي محمد يحيى ولد سيدنا وبمؤازرة قوية من الوزير محمذن ولد باباه والذي سيمنح منزله للمدرسة في انتظار نهاية ورشة البناء…وبالمناسبة فقد قام الوزير محمذن ولد باباه بأول تفتيش لطاقم المدرسة سنة 1961 وكان حينها يشغل وظيفة مفتش…
ظل الطلاب يتابعون دروسهم في منزل ولد باباه الذي أعاره للمدرسة حتى تم تشييد المدرسة في عهد مديرها الثاني د/ والعلامة الشيخ بوميه ولد ابياه ، وأشير في هذا السياق أن أسمنت المدرسة وحديدها وأبوابها تم نقلهم من طرف سيارة للزعيم والرئيس والبطل والشهيد أحمد ولد بسيف رحمات الله تترى عليه، حدث هذا سنة 1970.
في المرحلة الأولى احتضن معهد عبدو الله ولد الشيخ سيديا في أبي تلميت الدفعات الأولى من هذه المدرسة وكذلك اعدادية اكجوحت…
بعد الجيل الأول من المعلمين درس بعد ذلك جيل آخر وهم قادة وزعماء بعضهم ينتمي لحزب النهضة مثل الزعيم سيدنا ولد سيد أحمد وقادة آخرون مثل محمد امبارك ولد الداهي و معلمي المختار السالم ولد دداه ومحمد عبد الله ولد بدي والشيخ محمد ولد آبواه والشيخ أحمدو ولد معي وغيرهم…
تخرج من هذه المدرسة علماء كبار ودعاة متميزون وقادة سياسيون اسسوا بعض الحركات السياسية المعروفة من النهضة إلى التيار القومي ثم التيار الإسلامي كما تخرج من هذه المدرسة العريقة متخصصون في كل الحقول المعرفية ،إداريون أكفاء ،اطباء بارعون،مهندسون دوليون، ضباط سامون…إعلاميون مؤسسون للاعلام الرسمي في البلاد،أساتذة ومربون ساهموا في النهضة المبكرة للتعليم
تعاقب على إدارة هذه المدرسة رجال عظماء سنفرد لهم بابا خاصا للحديث عنهم…
من أهم ما ميز هذه المدرسة هو شموليتها وتنوع طلابها وانفتاحها أمام جميع الفئات الاجتماعية واحتضانها لأفواج من الطلاب ومن جميع أنحاء الوطن….
ملاحظة:
رسالة كتبها معلمي وشبخي المختار السالم ولد دداه رحمه الله سنة 1965
إلى حاكم أكجوجت طالبا منه فتح كفالة لمدرسة آوليكات….وصورة للدفتر التحضيري للشيخ د بومية ولد ابياه.
من صفحة الوجيه سيدى محمد معى
