بمناسبة ذكرى وفاة طيب الذكر لمرابط محمد سالم ولد عدود رحمه الله، تذكرت قصة من قصصه المفيدة والطريفة.
في بداية الألفية؛ وبالضبط سنة 2004م. تزامن شهر رمضان المبارك مع غزو الجراد لمناطق واسعة من التراب الوطني، وفي نهاية حلقة من حلقات البرنامج التلفزيوني الرمضاني "السهرة الرمضانية" قدم مقدم البرنامج الراحل طيب الذكر أعمر ولد بوحبيني رحمه الله، السجل الذهبي لضيفه الشيخ الجليل العلامة حمدا ولد التاه، لتدوين انطباعاته عن تلك الحلقة، في تقليد دأب البرنامج عليه منذ نشأته، فكتب الشيخ حمدا بيتين، ولعله أراد أن يذكر الحكومة يومها بواجبها اتجاه المنمين والمزارعين بطريقة لبقة. والبيتان هما:
مرَّ الجرادُ على حرثي فقلت له:لا تأكلنَّ ولا تهـمُمْ بإفسادِ فقال منه خطيب فوق سنبلــةٍ:إنّا على سفَرٍ لا بد من زادِ
وفي الحلقة الموالية كان العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله، ضيف السهرة الرمضانية وقرأ الصحفي ما كتبه الشيخ حمدا الليلة السابقة فأخذ لمرابط محمد سالم نظاراته وحرك عمامته قليلا وكتب في السجل معلقا على البيتين وملمحا للحكومة بدورها اتجاه المنمي والمزارع:
ومَرَّ أيضا بمرعانا فقلت لــــه:ما ذا أمالكَ مرعًى غير مُـرتاد! فقال: ما لي مَـرادٌ غير تربتكمفأكرموا نُزْل هذا الرائح الغــادِي
وانهوا بَوَاديَكم عني فشأنهمُيضاعف من شنئي وأحقادي وانهوا شواديكم عني فهن إذايشدون يكثرن من حثوي وتردادي
وكيف يبلين أجوازي وأجنحتيلبسا ولا أطلب التعويض في النادي وانهوا شبابكمُ عن شرب مشبه ماأمجه تشهدوا صرفي لأجنادي.
فأجابه الشيخ حمدا في حلقة موالية:
أنا الجراد بأجدادي وأحفاديوقد بعثت إلى الميدان أجنادي عدود يشهد صولاتي يسجلهابشعره المطرب الورقاء في النادي
ما لي جوائز أهديها لحضرتهإلا زيارة ذاك البيت والنادي لكي أفوز بدرس من معارفهبه نغني بأشعار وإنشاد
وسوف يرجع مرعاكم لخضرتهبين الحواضر في عز وأمجاد. فكتب لمرابط عدود، في حلقة أخرى: أودى الجراد بإنشائي وإنشاديوغال ذهني بإنفاذ وإنفاد
من لي بكوكبة في الشعر تسعفني~~ما احتجت قط لإسعاف وإسعاد.
ولعل من غريب الصدف أن يعيد التاريخ ذكرى رحيل لمرابط محمد سالم ولد عدود، متزامنة مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك وفي هذه الحقبة الزمنة المضيئة من تاريخ بلادنا التي يكرم فيها أمثال لمرابط عدود رحمه الله والشيخ حمدا حفظه الله ورعاه. ونأمل السلامة لبلادنا من الجراد.
من صفحة الاعلامى البراءمحمدن