يسمونها إدارياً “الشامي” لكن أهل الساحل عموماً وأهل “تيجيريت” تحديداً يقولون إنها في الأصل منطقة “أعظيم المرار” وأن “الشامي” تبعد عنها مسافة خمسة عشر كيلومتر، وقد خلّدها الأديب الشهير محمد ولد أحمد مرحبَ في هذه الطلعه وهي من “أمّات لبتيْت”:
ولَّ لغْلَ غيداتْ الليْ
باعظيْمْ المرارْ ؤلِبْنَي
مني شِ وامنيْن اصْكَجَيْ
الحگتُ ولّ مني ش
ؤ ولّ ش من رگبت لُدَيْ
ؤ وَلّ ش بالباطنْ غرْشِ
غيرْ آنَ گاع إلى تميْتْ
كلْ ابلدْ يرجعْ مني شِ
ما لاهي يلحگ تِيوِلِيتْ
واعليْبْ أَطَافْ ألّ يِمْشِي
أنا شخصيًا استحسنتُ تسميتها “اعظيم المرار” برورا بالأجداد، وبوصفي من أهل الساحل سابقًا.
احتشد المنقبون لاستقبال الرئيس، وكان واضحا ان نقاباتهم منقسمة، وليست على قلب رجل واحد، ويبدو أيضا ان كل جهة لها نقابتها الخاصة، وأغلب تلك النقابات لا تتمتع بتراخيص رسمية.
تقاطرت وفود قبائل المنطقة لاستقبال ولد الغزواني، ويتقدم الوفود وجهاء الشرفاء “اولاد بسباع” ووجهاء “اهل باركلل” ووجهاء “الگرع” وغيرهم.
لستُ قبلياً، لكن ترحيب الطبعات المحلية من “زيدان” بالوفود، كل باسمه ووسمه اعطاني صورة عن نوع الحضور، كما لا حظت أيضا أن “زيدانتهم” مهذبون جدا، وإن كانوا يتقاطعون مع “زيدان الأصلي” في الحلف بجامع الإيمان والحرام.. تخيلوا أن احدهم حلف بهذه اليمين المغلظة على انني شخصيا “وخيرت بيّ” وهو الذي لم يلقني ابدا!
وصل الرئيس المنصة، وفي الاثناء استقبلته أسرة أهل بوبّه جدو ببيت من “فاغو” ولا حظتُ أنه ليس بيت حرب قطعًا.
بدا أن شركة معادن موريتانيا أعدت برنامجًا متكاملًا للحفل ألقاه الشاب الأنيق المفوه الشيخ باي ولد الهادي ولد السيد، بدأ بتلاوة احد المنقبين لآيات من الذكر الحكيم.. كلمة تريحيب عمدة المدينة.. خطاب بالأرقام لوزير الطاقة عبد السلام ولد محمد صالح بشر فيه بالخير الكثير، بشره الله بالخير..
بعد ذلك قدم المدير حمود ولد امحمد شرحًا مفصلًا لمنجزات شركة معادن موريتانيا في عدة ولايات، وهي بالمناسبة انجازات عديدة ومهمة نالت تصفيق بعض المنقبين، لكن البعض الآخر ينتظر كلمة رئيس الجمهورية التي لم تكن مبرمجة أصلًا..
واعلن القائمون على الحفل نهاية فقراته بدعوة الرئيس لقطع الشريط الرمزي للمشروع..
المفاجأة أن ولد الغزواني توجه مباشرة إلى منبر الخطابة وألقى كلمة أشاد فيها بالمنقبين وشدد على مؤازرته لمجهودهم.. تفاعل معه المنقبون واربك الرسميين بهذه الخرجة غير المبرمجة، حتى ان أغلب وسائل الاعلام الحاضرة لم تتمكن من تصوير بداية خطابه لانشغالها بالتوجه إلى مكان قطع الشريط الرمزي..بعدها تجول الرئيس في صفوف المنقبين، وتسلم العديد من مطالبهم.
اللافت في هذه الجولة ان أحد الزيدانات المحليين كان يتبع الوزيرة الناها منت مكناس وبصوت عال يكرر “الناها هاه حيدره وديكوه.. اعلي بلحرام…”
عبدالله اتفاغ المختار