ناصر البسطامي ولد تاتاه غزواني لكن لم يَخْلُ له وجه الرئيس فقد حجب نقع المنتفعين عنه غرته. فلم تصل رسالته، فوقف من مضارب مارك الزرقاء على ثنيات الوداع، وهمّ قِبلي مزنه بالإقلاع.
إذا ترحّل البسطامي ولد تاتاه عن الفيس وجعل ضٌميرا عن ميمنته، فستفقد الأغلبية داعما جادا ومساندا مخلصا.

وكما قال الزميل Hanevy Dahah فإننا ننشد للسلطة في الشريف البسطامي، ما أنشأ محمد ولد ابنو في الشريف عبد القادر.
/
ومن باب المداعبة، والشيء بالشيء يذكر
كان الشريف عبد القادر رجلا صالحا، وكان يفرض على الناس (فِفتنًا) يهدونه له، والفِفتن قطعة نقدية كانت من الفئات المتداولة في المنتبذ القصي، يقال إنها مأخوذة من العدد الإنجليزي(fifteen) لأنها كانت تمثل خمسة عشر جزءا من الفرنك.
ومع صدور الأوقية سنة 1973 ظل الففتن حاضرا فيها وكان يمثل 1/5
وكان الشريف عبد القادر رجلا طويل القامة حسن الصورة، ينشد دائما بصوته النديِّ هذا المقطع من (صلاة ربي) للشيخ محمد اليدالي:
آياتُ طه :: ليست تُباهى
لا تناهى :: على الدوام
قلبي لديه:: شوقي إليه
يزكو عليه :: أزكى السلام
ماالدهر لاحت :: ذكى وفاحت
صبا وناحت :: وُرق الحمام
وكان صديقا للشاعر الفذ محمد ولد أبنو ولد احميدَن رحم الله الجميع، فطلب منه تزكية تجعل الناس يسارعون بتأدية (فِفتنه) حتى لا يتأخر، فقال له:
عبد القـادرْ ذَ وَكتْنُو :: ضَعيفْ امنَيْنْ إجيكمْ
لا يَحصرْ فيكمْ فِفِتْنُو :: ؤُ هوَ لاَ يحصَرْ فيكمْ
تمُّو لَجَاكمْ ذَ اشريفْ :: الظريفْ إلِّ باطْ كيفْ
الشرْفَه دايرْ شِي اخفِيفْ :: وانتومَ لايقْ بيكمْ
فايْديكمْ عسُّو من اكريفْ :: أيْديكمْ بالفيْديكـمْ
وربما طالب بعضهم بإعطائه الفِفتنْ الواجب ويندب أن يضاعف:
عبد القادر ذَ لا جْبَ. :: لا بدالُ من دوبلُ
و الهديَه لُ واجبَ. :: والدُّوبلْ لُ مندوب لُ
وحين صعد الجعل بعد ذلك ليصل إلى عشرين أوقية، طرق الشريف مجلسا فيه العلامة گراي ولد أحمد يوره ومحمدو ولد متالي، رحمة الله على الجميع، و هما في إندر فقدما له هدية و أتحفاه من شعرهما بهاتين القطعتين:
قال گراي:
أثاب إله العرش خير ثوابه :: من اكرم هذا الندب مهما ثوى به
واعطاه جلبا للثواب هدية :: إليه فمن خير اجتلاب الثواب هي
هديته عشرون نقدا فصاعدا :: ومن زاد نال الفوز عند مآبه
شريف ظريف طيب الأصل ماجد :: ضعيف وقد شطت صروف النوى به
ولازال من يهدي له في سعادة :: ووقي من عض الزمان بنابه
ومافيه من عيب يرى غير أنه :: يقلل من طعامه وشرابه
على المصطفى اسنى السلامين مابدت :: نجوم السما مع آله وصحابه
وقال ومحمدو ول متالي:
يامحسنا من عاجز أو قادر :: عجل هديته لعبد القادر
وأعنه عند وروده وصدوره :: أهلا به من وارد أو صادر
تلك الهدية لاتحد فمن يشأ :: يسلك طريقة حاتم أو مادر
جودوا بها لشريفكم وضعيفكم :: حتى يرى ذا العجز مثل القادر
لازال باذلها له في نعمة :: تترى عليه من الكريم القادر
كامل التضامن
sidi mohamed