في حق الدكتور الخلوق مدير مستشفى النور محمد عالي ولد محمد الباقر، الذي رافق الشيخ فتى في رحلته الاستشفائية إلى تونس..
بيض الصنائع لو نظرتَ جلالها # أنكرت رحبَ فضائِها و جمالَها
أنكرت ما أسدت إليك معتّقا # غضّا طريّا خالصا سلسالها
أنكرت موطنَ خيلِها مسروجة # وجِمالها وبغالها ورجالها
اقصر فتلك خليقة ما أنصفت # أطواد مجدٍ لن ترى أمثالها
ما كان ما أنكرت غير نوافل # في حقّها حاشى لها حاشى لها
قل للجواد محمّد عاليّها # فرّاجَ كربِ ملمّةٍ حلاّلها
فاضتْ عيون من نداك وفيضها # سالت به أودية فاغتالها
و أحلّنا من فيضه بحبوحة # وأناط في أعناقنا أغلالها
أوما رأيت عقولنا موتورةً # قد قطّعت آلاؤُه أوْصالها
من ذا يخلّصها؟ وفي أعناقها # أغلاله أو من يفكّ عقالها؟
عفوا بني يعقوب إني لم أكد # أغشى المنازل بل أجوسُ خِلالها
حلّت ذُرى العلياء فهي رفيعة # أنّى لها الإدراك بل أنّى لها
لو أنني في الشعر أملك بسْطة # لانهلّ وابلُه وعمّ تِلالها
ومتى أقيم الوزن دون خسارة؟ والوزن أخسر لو يطال مَجالها
أنّى حللْتَ بمشرق أو مغرب # تلقى المفاخرَ عنهم أشكالها
وترى المعالي خِلقة مألوفة # وترى الندى مستوطنا أطلالها
وترى المعارف غضّة مقصورةً # حطَّت بهم دون الأنام رحالها
ما ذا عسى تجدي مقالةُ قائل # أعياه ما يصبو له لو قالها
الجم عِنان الشعر إن مداهم # فوق الثريا، هل تنال منالها؟
والنفس إن ثارتْ تؤمّل ربّما # أعيتْ ولمّا تلتقي آمالها
لا زال بيتهم الرفيع مثابة # للقاصدين وكعبة يجبى لها
محمذن اليدالي
12/05/2025