بالأمس كشفت الإدارة الأمريكية عن اتصالات مع إيران. الأرجح أن يكون ترامب قد أشعر الإيرانيين بموعد الضربة وحدودها لتفادي ردهم على أهداف أمريكية ونقل اليورانيوم عالي التخصيب إلى أماكن آمنة خشية التلوث الذي قد يتجاوز إيران إلى بلدان الخليج، حليفة ترامب. لم ينتظر ترامب التقارير الاستخبارية لمعرفة حجم الأضرار أو مستوى التدمير، بل خرج منتشيا بنصر مزعوم دون تقديم أي دليل. نفس هذه القاذفات الاستراتيجية كانت تقصف اليمن طيلة السنوات الماضية، ومع ذلك لا تزال لدى الحوثيين القدرة على ضرب إسرائيل، بل وترامب نفسه هو من سعى إلى توقيع هدنة معهم واصفا إياهم بالشجعان. يكون ترامب قد حقق لنتنياهو هدفه بالتدخل “الجراحي” كما طالب نتنياهو، لكن ذلك لا يعني شل قدرات إيران الصاروخية، بل ستواصل طهران قصف بنك الأهداف العسكرية والاستراتيجية والأمنية الذي حددته مسبقا في مختلف مناطق إسرائيل ما سيسبب أضرارا بالغة على الجبهة الداخلية وربما اهتزاز أو سقوط حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية.
الأهم من كل ذلك هو أن العقول التي أنتجت هذه الصواريخ التي أبهرت إسرائيل، وصنعت أجهزة الطرد المركزي وشيّدت مفاعلات نووية وغيرها، هي قادرة على ترميم ما تضرر وإعادة بناء ما سقط. سيكون هذا درسا عظيما لقادة إيران، ما يُبقي جميع الاحتمالات مطروحة بما في ذلك إعادة النظر في فتوى تحريم امتلاك القنبلة النووية لأغراض الردع. بشير محمد لحسن صحفى