‘اليعقوبِيُّون’و الشِّعِر….

وفدتُ على شاعِر شِنقيط الشيخ محمد الحافظ أحمدُ ذات يوم بمنزله العامِر بِلِگصَرْ رفقة صديق لي فأفادنا غاية الإفادة و أكرمنا غاية الإكرام

أذكر يومها عندما طلب منه صديقي أن لا يُملي عليَّ أبياتا طلبتُها منه بحُجة أننا مُستعجلون
فأجابه
( آنَ اِدَيْقِبْ مانْگِدْ نِدخِلْ بَيْنِهِمْ مع الشِّعِر )

سُئِل العلاَّمة الرَّاحل الشيخ حَمْدًا بن التاه في مُقابلة تلفزيونية عن أجمل ماسمع من فصيح الغزل
فكانت الأبيات التي اختار هي أبيات الشاعر اليعقوبي البخاري بن المامون

فبينَ النَّاسُ ينتجعونَ غيثًا
إذا المَامِيَّ تأتَزِرُ ائتِزارا
فهِيَّ الغيثُ أطلُبُ لا سِواها
فلا شولاً لَدَيَّ و لا عِشارا

كذلك مما يُحكى قديما
أن احدى القبائل المعروفة بالشِّعر قدِمت على مضارب بني يعقوب بُغيةَ المُجاراة في الشَّعر
فاتفق اليعقوبيون على أن يبدأوا بقصيدة مِن النَّسيب للعلامة مولود بن أحمد الجواد
فكانت تِلك القصيدة كفيلة بإنهاء المجاراة في بَدْئها
وقصيدة مولود هي التي يقول في مَطلعها

انظُرْ إلى عَوْمِ سُفْن العِيسِ بالظُّعنِ
سقيًا وَرَعْيًا لِتِلكَ العِيسِ من ظُعُن
تَربَّعت جانِبَيْ بيلا فأحبُلها
فالمُنحنى فأضا المصران فالغُصنِ
حتَّى إذا ما بَدى الشِّعرى كَأنَّ على
جُنْحِ الدُّجى منهُ نِيرانًا على قُنَنِ
وآنَفَ السُّومَ مرفَضُّ السّفا وجرى
في آجِنِ الماء مِرْنَانٌ مِن الرَّنَنِ

يُحكى أيضا أن أوَّل ما قِيل من شِعر الغزل بأرضِ الگِبْلَة هما بيتان لشاعِرٍ يعقوبِيٍّ
وله مع الإمام ناصر الدين قِصة حول إنشائه للبيتين نكتفي عن إيرادها بإيراد البيتين

رُبَّ حَوْراء من بني سَعْد الاَوْسِ
حُبُّها عالِقٌ بذاتِ النُّفوسِ
جَعَلتْ بيننا و بين الغواني
والكَرى والجفون حَرْبَ البَسُوس

محمد آب بن آب الغوث

شارك هذه المادة