عربة الحصان أو “الوتير” كما يطلق عليه محليا في مدينة روصو يعد أهم وسائل النقل التي يعتمد عليه السكان المحليون في نقلهم و نقل بضائعهم خاصة في موسم الخريف حين تغمر السيول شوارع المدينة و تحاصر المياه بيوتها
فعند أول زخة مطر يجد معظم السكان في مدينة روصو أنفسهم مضطرين لإخلاء بيوتهم في سباق محموم مع تهاطل الأمطار
و في ظل غياب سلطة تنظيمية للنقل بروصو يجد سائقو سيارات الأجرة فرصة لاستغلال أزمة النقل التي تسببها الأمطار داخل المدينة في زيادة سعر الأجرة خاصة بين الضواحي
أزمة دفعت ناشط في الجتمع المدني و سكان محليين متضررين بدفع احتجاجهم للسلطات المحلية لتوفير النقل و الحد من المضاربات في أسعار لأجرة
وضع جعل من عربة الحصان الوسيلة لأكثر استخداما لنقل الأشخاص والبضائع في المدينة إذ لا صوت يعلو سنابك الخيل الأكثر إيقاعا بين شوارع المدينة و بيوتها
مريم سيدة خمسينية تقطن في السطارة بحي ” الشيخ مولاي” ؛ تغادر باكرا منزلها عند خيوط الشمس الأولى لتعود قبل غروبها بقليل من سوق الخضار بما تعيل بها أسرتها مما تجنيه من مبيعات يومها الطويل في رحلة سيزيفية ألفت فيها ” الوتير ” وألفها ، تتحدث عن ما يميزه بالنسبة لها عن سيارات النقل العمومي إذ تقول مريم ” و جدت في الوتير ما يناسب إمكانياتي فيما يخص تسعرة الأجرة لنقلي أنا و بضاعتي فضلا عن توصيلي حتى عتبة البيت”
و عن الخدمات التي يوفرها الوتير للركاب يقول جاللو سائق إحدى العربات التي تتخذ من سوق ” مدينة” الأكثر ارتياد للمتسوقين مكانا لانتظار زبنائه ” إننا هنا ننقل الأشخاص بسعر زهيد لا يتجاوز خمسين أوقية للشخص و زهيد كذلك بالنسبة للبضائع مقارنة مع سيارت الأجرة “
و على الرغم من المخلفات التي تتركها عربة الحصان من فضلات و انعكاس ذلك على المظهر الحضاري للمدينة تبقى الضرورة تبيح للوتير كل محظور