تعرفت علي السيد محي الدين ولد احمد سالك ابوه ذات يوم من أيام دجمبر ١٩٩٩ عبر مكالمة تلفونيةقمت بها من كشك هاتف عمومي…كانت توب تكنولوجي من الشركات القلائل اللتي يمكن الاتصال مباشرة وبسهوله بمديرها العام عبر موزع الهاتف..تحدثت الى السكرتيرة و نقلت مكالمتي اليه ..كان مباشرا ومختصرا..ماذاتريد؟ كنت ابحث عن عمل او تكوين..وعندما بدات بالشرح استبقني بقوله لا يمكنني ان اتخذ قرارا عبر التلفون ..يتوجب عليك ان تمر علي في المكتب الساعة الرابعة..
عند الساعة الرابعة كنت اقف بجانب موظفة الإستقبال..جاء وامرني بصرامة ان اتبعه الي مكتبه..لم يسألني من انا و لكنه سالني ماذاأتقن…حول الحوار الي الانكليزية عندما أخبرته انني اتحدث بها…
لقاء سريع واسئلة مباشرة عن سبب الاتصال والموهلات..تبعها قرار ..عليك ان تاتي الي العمل غدا صباحا..
كنت تحت الصدمة من الصرامة وسرعة القراربالتشغيل.
لم تكن شخصية الرجل نمطية ابدا..كان حضوره قويا ويتميز بصراحة و تلقائية لم اعتد عليها..
كانت تلك بداية علاقة عمل واخوة مع شخصية ثرية وعبقرية في ادارة الاعمال لانظيرلها في هذه البلاد..
عملت عن قرب مع محي الدين لاكثر من عقدين وخبرت الرجل في مواقف فرحه وانتصاراته كما خبرته في المواقف الصعبة حيث يبدو كل شيء على وشك التوقف..يمكنني ان اتقدم بملاحظة او اثنتين حول الرجل..
اولا: ابشركم ان محي الدين سيخرج منتصرا من هذه التجربة..سيخرج اقوي وسيقول لجميع من اراد النيل منه : لاتثريب عليكم يغفرالله لكم..
ثانيا.. .معدن الرجل نفيس..ولانه نفيس فهو صلب غير قابل للالتواء او الانكسار..واقول هنا لمحبيه ومعجبه.. لاتخافو ولاتحزنو وثقوا بالنصر واستعدوا للاحتفال به..
ثالثا..الرجل من اهل اليقين بالله ولولا الاقدار لكان في مبرزا في مجال الروحانيات..يتجلي هذ اليقين في تقبل ماياتي به الله بل والفرح به بغض النظر عن محتواه.. .وتلك تربية شب عليها وخاصية تجري في عروقه..
رابعا: الرجل ليس رجل اعمال تقليدي همه الربح ونمو الاعمال..بل انه ذو رؤية استراتجية والتزام ذاتي فريد بمايراه صحيحا وعادلا.. بغض النظر عن مألاته المادية..بل انه في كثير من الاحيان تكون الاستفادة المادية هي اخر مايفكرفيه..
خامسا: ثقتنا مطلقة في رئيس الجمهورية وفي النظام القضائي للبلاد..الذي سيميز بنفسه الغث من السمين والصالح من الطالح..ويتجاوز سجف النميمة والحسد وتشنيعات ذوي المصالح الضيقة وذوي الأهواء والشنأن …ليصل الي الحقيقة الصلبة وهي ان سلطات التحقيق والقضاء اضاعت وقتها في البحث عن ضالتها في غير مظنتها…
وماشهدنا الا بما علمنا والله علي مانقول وكيل
Limam Mohamedou