رئيس الجمهورية : الموائمة بين ضرورة استمرارية النشاط الاقتصادي والحياة اليومية و وجوب الأخذ بأقوى أسباب الحيطة والاحتراز رهان يتعين علينا كسبه.

دعا فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مجددا الجميع إلى الوعي بخطورة وباء كورونا المستجد ، وإلى المساهمة الفعالة والمسؤولة كل من موقعه، في تسيير هذه المرحلة من خلال الاحترام الصارم لما يصدر عن السلطات المختصة من قرارات أو توجيهات، دعما للجهود المبذولة على كافة المستويات.
وأضاف في خطاب موجه إلى الشعب بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك 1441، أن الأمر يتعلق بحياتنا وحياة أبنائنا ومصير بلدنا، فلنتكاتف جميعا في وجه أي إخلال بالإجراءات الاحترازية، أو تراخ في الأخذ بالتوجيهات الوقائية.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المواطنون أيتها المواطنات،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
يسعدني كثيرا، ونحن نحتفل، غدا، بعيد الفطر المبارك أن أتقدم إليكم، مواطني الأعزاء، ومن خلالكم إلى الأمة الإسلامية جمعاء، بأحر التهاني وأطيب التمنيات، شاكرا المولى عز وجل، على ما وفقنا إليه من أعمال البر والطاعة خلال شهر رمضان المبارك.
وأغتنم هذه المناسبة السعيدة، لأتوجه بجزيل الشكر إلى كل الذين ساهموا من أطباء وفقهاء وإعلاميين وقادة رأي، في إحياء هذا الشهر الفضيل، بالتوجيه والتوعية و التثقيف.
أيها المواطنون أيتها المواطنات،
تواجه بلادنا اليوم مرحلة جديدة من تفشي فيروس كورونا المستجد، تجسدت في ارتفاع ملحوظ لعدد الإصابات. و إنني لأرجو الله عز وجل أن يتغمد برحمته الواسعة، الذين قضوا جراء هذا الداء، وأن يمن بالشفاء العاجل على المصابين به.
لقد مرت بلادنا في مواجهتها لهذا الوباء بمرحلتين أساسيتين:
أما المرحلة الأولى، فمرحلة الإصابات القليلة الواردة في مجملها من الخارج، مرحلة التركيز على منع تسرب الفيروس إلى البلاد. وقد فرضت الدولة خلالها إجراءات احترازية قوية، مع العمل على تخفيف أثرها السلبي على المواطنين، من خلال خطة الدعم التي يجري العمل حاليا على تنفيذها في سائر أرجاء الوطن والتي سيستفيد منها في المحصلة، ما مجموعة مائتان وخمسة آلاف أسرة، موزعة على 8119 قرية وكذلك من خلال العديد من إجراءات الدعم الأخرى التي سبقت ودخلت حيز التنفيذ.
أما المرحلة الثانية فهي التي نعيشها اليوم، وتتسم بارتفاع عدد الإصابات وتزايد ظهور الحالات المجتمعية.
إن دخولنا في هذه المرحلة يعني أننا سنضطر للتعايش مع هذا الوباء لفترة. ولابد لنا من أن نعي هذا الأمر بوضوح، ونحضر أنفسنا للتكيف معه، بالحرص على دوام تحقيق، أمثل توازن ممكن، بين ضرورة استمرارية النشاط الاقتصادي والحياة اليومية عموما، وبين وجوب الأخذ بأقوى أسباب الحيطة والاحتراز، في ذات الوقت. هذا هو الرهان الذي يتعين علينا كسبه.
أيها المواطنون أيتها المواطنات،
إن إستراتيجيتنا لمكافحة هذا الوباء، ستتطور باستمرار، للتكيف مع تطور مستويات انتشار الفيروس، لكنها ستظل محكومة بمجموعة من القواعد أبرزها:
١- دوام الإسراع في اتخاذ الإجراءات الاحترازية و التدابير الإستشفائية اللازمة.
٢_ العمل على تأمين حاجات السوق المحلي من المحروقات والمواد الطبية والغذائية.
٣- العمل باستمرار على تخفيف الانعكاسات الاقتصادية السلبية للجائحة على المواطن.
٤- التحضير الجيد لما بعد الجائحة. وهو ما يعمل عليه فريق وزاري متعدد الاختصاصات.
وبحكم هذه القواعد فإننا سنعمل دائما على مواجهة آثار هذا الوباء في مختلف أبعادها الصحية والاقتصادية والاجتماعية. كما سنحرص على مواصلة دعم المواطنين وعلى رفع َوتيرة تنفيذ المشاريع المبرمجة أصلا لتحسين الظروف المعيشية للفئات الأكثر فقرا.
لقد أجرينا تقييما شاملا للمرحلة السابقة من تنفيذ خطة مكافحة وباء كوفيد-19، أصدرنا على إثره تعليمات واضحة للحكومة، بالعمل الفوري على سد ما ظهر، هنا وهناك، من ثغرات، وعلى تقريب الخدمة من المواطن، والحرص على الشفافية في تسيير الموارد، إذ لن تنفع أي خطة مهما كانت محكمة ما لم تكن الشفافية الطابع الأساسي لتنفيذها. وإننا لن نتساهل مع أي شكل من أشكال الفساد أو الإخلال بضوابط الحكامة الرشيدة.
أيها المواطنون أيتها المواطنات،
إن الوضع الراهن خطير ويتطلب من الدولة كل الصرامة في فرض التقيد بما يتقرر من إجراءات احترازية مراعاة للمصلحة العامة وفي احترام كامل لحقوق وكرامة المواطن، إذ هو الغاية الأولى والنهائية، لكل ما يتخذ من تدابير.
و ستحرص الحكومة على دوام تناسب الإجراءات الاحترازية مع خصوصية الظرف ومستوى التقيد الفعلي بما يتقرر من توجيهات وقائية.
إن علينا جميعا مسؤولية جسيمة. فأثر سلوك كل منا إزاء الإجراءات الاحترازية و الوقائية، يتعداه شخصيا ليطال المجتمع بأسره سلبا أو إيجابا.
ولذا فإنني أدعوكم مجددا إلى الوعي بخطورة هذا الداء، وإلى المساهمة الفعالة و المسؤولة كل من موقعه، في تسيير هذه المرحلة ويكون ذلك أولا بالاحترام الصارم لما يصدر عن السلطات المختصة من قرارات أو توجيهات، دعما للجهود المبذولة على كافة المستويات لمواجهة هذه الجائحة.
إن الأمر يتعلق بحياتنا وحياة أبنائنا ومصير بلدنا، فلنتكاتف جميعا في وجه أي إخلال بالإجراءات الاحترازية، أو تراخ في الأخذ بالتوجيهات الوقائية.
أيها المواطنون أيتها المواطنات،
أن ثقتي بالله وبكم كبيرة، وإنني لعلى يقين من أننا سنتمكن بحول الله وقوته وبفضل تضحياتكم جميعا، من تجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، وسنخرج منها إن شاء الله بإرادة أقوى في السعي إلى ترسيخ وحدتنا الوطنية وتقوية لحمتنا الاجتماعية ومكافحة الغبن والهشاشة، عملا على بناء دولة ذات تنمية مستدامة شاملة، تطال رعايتها كل مواطنيها.
وفي الختام، أجدد لكم، مواطني الأعزاء، التهنئة، بعيد الفطر المبارك، شاكرا لكم وللجان الوزارية و الطواقم الطبية ولقواتنا المسلحة وقوات أمننا، تضحياتكم الجسيمة في هذا الظرف الحساس، راجيا منكم، جميعا، بذل المزيد من الجهد، سائلا المولى العلي القدير، أن يرفع عنا وعن الأمة الإسلامية والعالم أجمع، هذا الوباء وينعم علينا بالعافية والأمن والنماء.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.

شارك هذه المادة