تأملتُ طويلا منافسة الأرقام القبلية لنفسها صعودا، في سباق محموم نحو تحصيل “الشيك الأكبر” لgزة…وتعجبت!
مبدئيا، كل عمل لصالح تخفيف معاناة الgزاويين يستحق التصنيف في خانة النبل.. شرط اخضاعه لأصول ومسارات وأعراف عون الشعوب للشعوب.
وكل مزايدة في قضية فلسطـ.ين بقصد التخوين تعتبر مغالاة متخابثة للاستئثار أو هجوما استباقيا معتادا على المخالف.. قضية فلسطين ليست من اليوم، وهذه النكبة ليست الأولى، وعلى طاولتها ألف لاعب بألف قناع.
طريقة التحصيل القبلي ليست حصيفة، لأسباب منها:
- أنَّ رفع الرقابة عن الممارسة القبلية المصادمة لقيم الدولة، مسألة خطيرة على الدولة ذاتها، وفيها إحياء للتعصب،.. ففي الوقت الذي تموت فيه الأحزاب محليا بالجُملة وتضعف النقابات وهيئات المجتمع المدني، وتختفي الحركات الفكرية تتغول القبيلة في أبعادها المتخلِّفة، وإن واصلنا الخطو القبلي نحو الخلف بهذا الإيقاع، سنعود للمربع الأول لحقبة “اللاَّمواطَنة “.
- أنَّ القبيلة الإطار الاجتماعي الأقدر على التحكم في مسار أتباعه وتوجيههم واستغلالهم إنْ شاءت، وقضية أنْ يترك لها مطلق الحرية في ممارسة الإذعان الجماعي لأتباعها، في تحصيل مالي تعسّفي ، أمر فيه استغلال واستعباد اجتماعي جماعي!
- أنَّ فصيلا سياسيا معلوما يمارس التنميط الديني العاطفي للقبائل على المكشوف، ويستغل مشاعر أفرادها نحو الأحداث في gزة.
- كون هذا الفصيل يمارس تحصيلا ملياريًّا هيستيريا بالدعاية للجهاد المالي عن بعد، بالتزامن مع انطلاق موسم انتخابي قد يبرر الوجه الآخر لشطط الجباية وتسارعها.
- أن طُرق صرف الأموال وتحويلها تطرح ألف استفهام مشكّك!
- أن هذا الفصيل لم يكن يوما أقرب لفلسطين، لا تاريخيا، ولا في واقع الحال من أي موريتاني “سهامي”.
- أنََّّ التسابق القبلي في مضمار التنافس المالي، لم يُستَنفر يومًا لقضايا وطنية كبرى، أو لكوارث محلية حصلت، أو لاستشراف أخرى قد تحصل في بلد عاجز وفقير.
- أنَّ كل أموال قبائل البلد التعيس، لن تصنع الفرق في حياة سكان gزة، فمن تهشَّمت غزة لأجلهم من حلفاء ووكلاء، أكثر منا مالا وأعز نفرا.. لكن الأمر أشد وأبعد.
- أننا نتوق للرقي بثقافة الالتزام المتحضر تجاه قضايانا المقدسة، فعلى الدولة بسط يدها على عواطف العصبيات القبلية المجيَّشة وحمايتها، قبل أن تُخضِعها العصبيات الدينية لمزاجها السياسي،.. ولنا في العراق واليمن وليبيا أمثلة لا تُحتذى.
تحياتي