أصبح «بشير جوماي في» ثالث رئيس ينتخبه السنغاليون مِن صفوف المعارضة، إذ سبقه عبد الله واد في عام 2000، وماكي صال في عام 2012.
وقد عرفتْ السنغال الانتخابات منذ حوالي قرن ونصف القرن، أما أول انتخابات رئاسية تعددية في تاريخها فكانت في عام 1978، وقد فاز بها الرئيس ليوبولد سينغور الذي حكم البلادَ منذ نيلها الاستقلال الداخلي عام 1958، بالاعتماد على حزبه «الاتحاد التقدمي السنغالي» الذي استمر في الحكم بعد تخلي سينغور عن السلطة في عام 1981 مستخلفاً رئيسَ وزرائه عبدو ضيوف الذي حلَّ محلّه في الحكم واستمر حتى عام 2000، حين أطاح به عبد الله واد الذي أصبح أولَ معارض ينجح في الوصول إلى المقر الرئاسي الواقع في حي الهضبة (Plateau) بداكار، وهو قصر كلاسيكي يعود بناؤه إلى عام 1902، وكان المقر الرسمي للحاكم العام لغرب أفريقيا الفرنسية.
ويتضح جلياً من الخلفيات الاثنية المتباينة للرؤساء الذين تعاقبوا على ذلك القصر، أن السنغاليين تجاوزوا على نحو ملحوظ للغاية مسألةَ العرق في إدارة الشأن العام وإسناد المسؤوليات، وأنه ليس لديهم أي نوع من الشعور بمركب النقص فيما يتعلق بإسناد المنصب الرئاسي إلى رجل من أقلية عرقية صغيرة أو إلى رجل آخر من أغلبية كبيرة.. فالكبير بالنسبة لهم هو الكفاءة والإقناع ونظافة اليد، والصغير عكسها!
محمد المنى