لدى مجتمعنا مواضيع محصنة بالمحاذير الثقافية والأحكام المسبقة والاعتبارات الخرافية، في وقت تتعامل معها المجتمعات القريبة منا -حضاريا وجغرافيا- بقدر كبير من الأريحية النفسية والصرامة العلمية.
فمثلا لا يختلف اثنان اليوم حول الخطورة الصحية البالغة للإفراط في تناول السكريات والزيوت المشبعة، لمبرر رئيسي يتعلق بدورها في زيادة الوزن. وحسب كل الدراسات الطبية المعاصرة ذات الصلة، فإن هذه الزيادة تفقد البدن توازناته البيولوجية، الشيء الذي يؤدي، مع الأسف، عاجلا أم آجلا، إلى ظهور أمراض معقدة العلاج.
قد يقول قائل بأننا كبلد محدود الموارد، لسنا معنيين بهذه الظاهرة ؛ إلا أن الدراسات الطبية الحديثة تتفق على عكس ذلك، إذ يتعلق الأمر أساسا بتوازن الغذاء، لا بكمياته.
لقد لاحظت أن كل الدول تقريبا من حولنا تعرف بدقة كافية نسبة مواطنيها الذين يعانون من زيادة في الوزن والنسبة منهم التي تجاوزت حاجز السمنة، ففي إحداها هما على التوالي ٥٣٪ و .٢٪، إلا أنني لم أستطع الحصول على هذه المعلومة في ما يتعلق ببلادنا، علما بأن مسحا بسيطا يمكن من معرفتها.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الطواقم الطبية خلال الشهر المبارك، فإن التوعية الصحية الوقائية ستظل قاصرة ما لم تصبح موضوعا عاما (منزوع الشحنةالثقافية) يتناوله الجميع بدقة وموضوعية وحسن نية.
من ناحية أخرى، وكما هو معلوم بالنسبة لكل التحديات المجتمعية، فإن الحل يُفضّل أن يبدأ مبكرا، انطلاقا من مقاعد المدرسة الجامعة.
الوزير السابق اسلكو احمدازيدبيه