مما لا شك فيه أن الكرة الموريتانية سجلت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، وبالذات منذ أن تولى الشاب الألمعي أحمد ولد يحي رئاسة الاتحادية الوطنية. كانت موريتانيا قبله لا محل لها من الاعراب ولا موطئ قدم لها في ملاعب كرة القدم.. و الآن صارت مثل غيرها من الدول تشارك في البطولات وتنافس وتنتصر وتخسر .. رغم كونها لا تتوفر على بنية تحتية ملائمة ولا منشآت رياضية مدنية أو عسكرية أو مدرسية، ولا تاريخ لها ولا تقاليد مع كرة القدم. في الماضي، لم نكن نعرف غير “كورة”.. كرةٌ مستديرة صغيرة من الجلد أو من الخشب.. لا نلعبها بالأقدام بل نضربها بعصا ملتوية في رأسها نسميها: أحوَّاص ؛ وهي رياضة أقرب ما تكون “للبيسبول” المعروفة حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية.
ما أريد أن أصل إليه هو أننا تقدمنا تقدما ملحوظا في مجال كرة القدم، ولكننا كالعادة عانينا في هذا المجال كما في مجالات أخرى من آفة “الاستعجال” والطموح الأعمى والرغبة الجامحة في الوصول إلى القمة بين عشية وضحاها دون مراعاة الممكن والمتاح. وينعكس ذلك جليا في إقالة المدرب السابق “مرتينز” لا لشيء سوى أنه لم يوصلنا إلى نهائيات “المونديال”!؟ إن إقالة ذلك الرجل الذي صنع مع الرئيس احمد وطواقمه الفنية و اللاعبين ما تحقق من تقدم.. كان هو الخطأ الأبرز والخسارة الأكبر..وقد أشرت إلى ذلك في تدوينة سابقة.
وقديما قيل :”دبُّوس الوَيل ألِّ كتلتُ ما تنطرح”.
تحياتي واحترامي لمنتخبنا الوطني وأفراده وإدارته ..
محمد فال بلال