في قراءة سريعة لبيان الرئاسة الجزائرية حول حادثة الشاحنات التي قتل سائقوها. يمكن أن نستشف غضبا عارما كتم لأيام؛ وربط الحادثة بثلاث سياقات جوهرية.
أولا سياق المكان وهو ماسماه البيان طريق ورقله انواكشوط والتبادلات التجارية بين الشعوب؛ في إشارة إلى أن الحادثة ضرب مباشر لمصالح تجارية جزائرية.
ثانيا الحديث عن استخدام سلاح متطور (وهي تعبير عن الطيران المغربي المسير) وتسميته للجهة المعتدية بقوات الاحتلال المغربية بالصحراء الغربية؛ ووصفه للحادثة بأوصاف من قاموس عنيف (اغتيال جبان همجي وحشي حقير لن يمر دون عقاب)
وثالثا عدم الدخول في جدل حول مكان الاغتيال هل هو أرض موريتانية أم صحراوية أم جزائرية ؟ اتقاء للفت الانتباه عن الحادثة وعن تداعياتها.
وهكذا بدأت تتضح فحاوي الرسالة السياسية لعملية القصف المحددة هذه؛ فهل المغرب يريد جر الجزائر للمواجهة العسكرية في الصحراء الغربية قبيل وصول الدبلوماسي الإيطالي الاممي ديميستورا للمنطقة؛ ومن ثم جرها للطاولة المستديرة للمفاوضات المباشرة بعد أن أعلنت انسحابها كمراقب؟ أم أن الجزائر في إطار ما سمته العقاب ستلجأ إلى تمريرة ليس بها تسلل عبر مسيرة قادمة من الصحراء الغربية تصيب عصفرين بحجر؛ تحسين في تسليح البوليساريو وإدخال الطيران المسير على الجبهة الصحراوية لتوازن رعب جديد.
وقد يكون المغرب أراد من خلال العملية تحقيق ثلاثة أهداف نفسية وسياسية ودبلوماسية تتمثل في القصاص لسائقيه في مالي التي اعتبر جزء من نشطاءه على السوشيال ميديا أن يدا موالية للجزائر هناك وقفت وراء حادث اغتيالهم؛ وضرب إمداد مفترض للجيش الصحراوي بشكل مباشر؛ ثم استدراج الجزائر لعمل عسكري يقوي حجته في طرفية الجزائر في القضية الصحراوية.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا