تكليف ول اجاي…قراءةفى الدلالات…

من الواضح أن غزوانى أكثر اهتماما بأمور القصر وتوازنات الحكومة والحزب الحاكم ولم ينتبه للمخاطر المحدقة بالبلاد داخليا وخارجيا كالاحتقان السياسي و سوء الأحوال المعيشية والحدود الملتهبة شرقا وشمالا
المختار ولد اجاي رجل ترتيب بيت داخلي فقط فهو قوي النفوذ والحضور وكون شبكة علاقات واسعة وعرف كيف ( يستميل) بعض العامة والوجهاء وله جيش ضارب من الإعلاميين والمدونين وله القدرة فعلا على ضبط التوازنات داخل الحكومة ولكنه لايملك القدرة على حل الأزمات الكبيرة ومواجهة التحديات الخارجية
يعتقد غزوانى ان ولد اجاي جزء من تاريخه المشترك مع عزيز ويخشى إذا أخرجه من الحكومة أن يأوى إلى( ظل) يتيح له البوح بالكثير من ( كلام رترت) قد يحمل تاريخا يجب ان يبقى طي الكتمان ولعل ذلك سر تشبثه به
ليس لولد اجاي اية بصمات على الواقع السياسي المحلي سوى انه تدخل دائما عبر( الحقيبة السوداء) لإنقاذ حلف الرئيس وحزبه من هزيمة انتخابية هنا أو هناك
لذلك فتعيينه جائزة انتخابية مع انه احتفاظ ببطاقة ذاكرة فثمة اجهزة إذا استغنيت عنها تصبح فى متناول آخرين يستخرجون منها كل الذكريات مرئية ومسموعة ومكتوبة عن طريق( برامج) خاصة
ولد أجاي برهن فعلا على أنه الأقوى انتخابيا ولاسباب معروفة ف( اللها) تفتح( اللها) كما يقال
ليس ولد اجاي سيئا على المستوى الشخصي فهو مفوه وتبريري من الدرجة الاولى ولديه من الكاريزما مايكفى لجلب المنافع (الانتخابية) على الأقل
عادة يعين الرؤساء حكوماتهم بناء على معطيات بلدانهم ومشاغل سكانها
فبلدان حدودها ملتهبة تهتم بحكومة بها رجال رأي ومشورة وتجربة
عسكرية
وبلدان لديها مشاكل اقتصادية تنتقى خبراء لديهم تجارب وكفاءات اقتصادية
وبلدان لديها مشاكل ديبلوماسية مع جيرانها أو دول مهمة تستدعي خبراء ديبلوماسيين محنكين ولديهم خبرة وهكذا
يبدو أن لدينا فقط مشاكل انتخابية فنحن بحاجة لإبقاء يد الحزب الحاكم فى ( القصعة) ووضع الرئيس فى ظروف سياسية محلية متوازنة ولنترك للزمن كل مايجرى على حدودنا
يتصرف ولد اجاي عادة بحكمة وتلك طبيعة السياسيين المحليين المهتمين فقط بالبحث عن توازنات تخدم بقاءهم راضين عن مناصبهم والرئيس راض عنهم ولكنه رجل صراعات حتى فى محيطه الضيق ويدير بنفسه تلك الصراعات ويعتبر تعيينه ضربة فوق الحزام وتحته للكثير من خصومه سواء فى ولايته أو فى الحزب أو الحكومة فحيث يوجد لابد أن يقود جناحا لضرب أجنحة أخرى
نحن إذن امام حكومة مكلفة فقط بالشان المحلي وبالأخص تحضير وترتيب البيت الداخلي للاستحقاقات البلدية والبرلمانية القادمة خاصة وأن المحاصصة تقتضى إبعاد ولد مكت عن رئاسة البرلمان وتسريع إجراءات ذلك الإبعاد فليس ممكنا احتفاظ نفس الولاية بالوزارة الأولى ورئاسة البرلمان
والواقع أن حكومة ولد أجاي وبمجرد تسميته على راسها اصبح واضحا أنها لن تكون حكومة المرحلة فهذه المرحلة تتطلب حكومة تكنوقراط لا حكومة قبائل وجهات وصراعات تخدم القصر وتدفع بالوطن إلى القبر

حبيب الله احمد

شارك هذه المادة