وداعاأيها الشجاع…

يوم الأحد الماضي، غداة الاقتراع الرئاسي، تلقيت نصا قصيرا أرسله إلي أحد الإخوة من مدينة النعمه ؛ جاءت كلمات النص فرنسية، أما تراكيبه فأقرب إلى اللهجة الحسانية المحلية.
قرأت النص أكثر من مرة في محاولة لمعرفة العبارات الحسانية التي يحيل إليها ؛ لقد أثارت عبارة “une nomination opulente” انتباهي.
لا يمكنني اليوم تفسير قراري إرسال هذا النص حصريا إلى المرحوم العميد محمد فال ولد عمير مع التعليق التالي :
” صباح الخير أستاذنا الفاضل
أبحث عن ترجمة بالحسانية لعبارة :
Une nomination opulente.
طاب يومكم.”
ومما يزيد الأمر غرابة أنني لم ألتق المرحوم منذ بعض الوقت، مع الأسف.
جاء رد المرحوم محمد فال ولد عمير سريعا تحت شكل صوتية إگيدية الرصانة، موسوعية الفكر، مرحة المزاج :
سعادة بالرسالة، ترجمة دقيقة بالحسانية للعبارة المذكورة، عبارتان نادرتان جدا في نفس المنحى، إشارة خفيفة ومطمئنة إلى ظرف صحي طارئ، تعهد بزيارتي.
ما يؤسفني اليوم حقا هو أن مزاج الرجل الرزين والمتفائل على الدوام والذي رافقه إلى سرير الرحمة والمغفرة، حجب عني الوضعية الصحية الصعبة التي كان يعاني منها، فظننتها وعكة صحية عابرة لا تحتاج العيادة…
رحم الله تعالى برحمته الواسعة المربي الصبور والإعلامي اللامع والمثقف الأصيل والموسوعي والإداري المتمرس والصديق الذي رحل ودودا متفائلا شجاعا محمد فال ولد عمير.
كل التعازي لأسرة الفقيد الكريمة ولأصدقائه ومحبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون.

د/اسلكو احمد ازيد بيه

شارك هذه المادة