في العام 2000 كان يقف الشاب بشير دجوماي فاي أمام ثانوية “ديمبا جوب” بمدينة “امبور” يبكي بحرقة بعد نجاحه في الباكلوريا دون الحصول على الرتبة الأولى ، الفتى الطموح لا يرضى بغير الشرف ورئاسة لائحة فصله؛ جلبه أخوه بالقوة لينام متكئا على جرح غائر.. والليلة ضمدت جراح الفتى “فاي” ويقف على بعد شعرة من رئاسة بلد بحالها.
الشاب المحظوظ ابن “انْجَاغَانِيَاوْ” ولد عام 1980 بدأت حكايته مع الحلم بلقاء في مديرية الضرائب والأملاك العقارية مع عثمان سونغو؛ الذي يكن له الكثير من الاحترام والرجل الذي كان سيحكم السنغال قبل تدخل القدر بقضية أخلاقية وكأن رئاسة السنغال لا تريد غير مفتش الضرائب الملتزم والملتحي.
“جوماي” تلميذ واصل لسونغو وينفذ أوامره بالحرف ويخاطبه بلغة المريدين، عرف بضبط النفس والتحكم في مشاعره، وحين سجنه نظام ماكي صال بسبب انتقاد سير العدالة قال بلغة سرير “لا يمكنك إيقاف البحر بالأذرع”.. كان يعرف أن أمواجه ستجرف دولة السنغال العميقة.
يهتم “فاي” بالزراعة وهو أديب وشاعر ويحتفظ في جعبته برحلاته الأدبية لنفسه.. سيتوقف قلم بشير عن الأدب ومذكرات الضرائب ليوقع على هم دولة تسبح على نهر من الغاز والخيرات، فهل سيحقق للسنغال حلم الغاز أم أن الشعبويين كما يحطمون الصناديق يحطمون الدول ؟
- محمدي موسى دهاه