“ول محمد بون “فى سطور…

من مقال كتبه الأستاذ نافع آب أطال الله بقاءه عن الأستاذ ول محمد بون تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته دعواتكم له في ساعة الجمعة بالرحمة وجميع موتى المسلمين:
كنت مراهقا يافعا مولعا بالنحو و اﻹعراب ، أتردد على مجالس الأستاذ النابه فريد عصره المرحوم سيدي محمد محمد بونا الخراشي رحمه الله تعالى رحمة واسعة ؛ كان ذلك في أوائل الثمانينات ، في الأعوام الأولى لإنشاء حاضرة العگبة المحروسة …
.كان الأستاذ المرحوم سيدي بونا رحمه الله تعالى مولعا بالعلم والتعلم إلى حد الإستغراق … من قرنه إلى أخمص قدمه ، فالكتاب دهرا بيده ، و الإفادة دوما على لسانه ، بيد أن أوسمة السيادة التي حازها عن والده محمد بون رحمه الله تعالى وأقام عليها خير إقامة ، جعلته ملكا مشاعا للجميع ، و نوعت مجلسه بتنوع العاقلة … الفقيه المنتهي … الشاعر اللذق … السياسي المحنك … الفكاهي المرح … النسيب الفاخر … الفضولي الفارغ … الصالح … الموظف ، المثقف ، البدوي ، طالب العلم و أصحاب الحاجة و المرضى الذين يحتاجون إلى نقاهة ورعاية خاصة في خيمة أهل محمد بون ، و غيرهم لا تكاد تفقد أعدادا من كل نوع .. و كل له يومه و أيامه …
… فقديما أيام الصالحة “منت بدالي” رحمهما الله تعالى كان لقب “خيمة إديقب” هو الاسم المتعارف لأهل الخراشي ، فالمجال الجغرافي لتلك الخيمة قد تجاوز “الأعمام” ليشمل “إديقب” كلها …! ؛ ……! ثم جاءت بعدها المرحومة “منت آب” رحمهما الله تعالى فحافظت على اللقب … والتزمت به أيما التزام … !
فخيمة أهل محمد بون الخراشي منصة مناسبة للجميع , و الأستاذ المرحوم سيدي بونا رحمه الله تعالى يهتم بالجميع و يشارك الجميع ويكرم الجميع …
… يقول صديقه وزميله في الدرس الدكتور محمد ولد ابياه ، المعروف في الأوساط العلمية بالدكتور محمد ولد ماء العينين في رثائه :
رمس الفتى سيد كن روحا وريحانا
وكن جنانا و كن عفوا و غفرانا
إلى أن يقول :
قد كان واسطة العقد الأثيرة في الأ
هلين أجمعهم شيبا و شبانا
بل كان في الناس ممن يقتدى بهم
معظما فائقا مذ كان أقرأنا
قد فاقهم أدبا و فاقهم خلقا
يسعى لما زانه يأبى الذي شانا
.كان الأستاذ سيدي بونا رحمع الله تعالى يواصل عطاءاته العلمية كلما سنحت له فرصة ؛ فطبعه الرائق و أدبه الفريد يجعلانه لا يقاطع أحدا ويهتم بكل أحد .
الأستاذ المرحوم سيدي بونا اختصاصه الأول هو اللغة العربية الفصحى و آدابها و السير و الأنساب ، وهو مهتم باﻷمر العام والسياسة الفاضلة ومهتم بالأمر الخاص على حد السواء …

شارك هذه المادة