نظمت ببيت الشعر نواكشوط صباح اليوم الجمعة 14 سبتمبر أيلول 2023 أصبوحة شعرية ضمن فعاليات مهرجان الأدب الموريتاني المنظّم من طرف دائرة الشارقة للثقافة والإبداع وقد شارك في الأصبوحة خمسة شعراء هم: الشاعرة د. امباركة البراء، والشاعر محمد الحافظ أحمدو، والشاعر أحمد دولة المهدي، والشاعر أبو شجة والشّاعر القاضي عينينا، فيما أدارت النشاط الشاعرة والصحفية بلقيس إسماعيل.
وقد صعدت أوّلا الشاعرة مباركة البرّاء المنصّة موجّهة التحية والشكر لمنظمي المهرجان والحضور المميز ملقية بعضا من نصوصها الشعرية التي كتبت تعبيرا عن وجدان الإنسان العربيّ المسكون بقضايا المصير واستلهام التاريخ الحضاريّ لأمته، وقد جاء في نصها المعنون “كيف أبحرت؟”
ما اسمُها هذه التي ظَلّت الحلمَ وظلّت عناقُها المستحيلُ؟
ما اسمُها هذه التي ظلّ يَفنَى :: في هَواها جيلٌ، ويُولدُ جيلُ؟
وحَرقتَ الزمانَ تلهثُ شوقا :: للقاها، والذكرياتُ مُثولُ
عَبقٌ من دم الشهيد، وأمٌ :: ترقبُ النجمَ .. قاتلٌ وقتيلُ
وبقايا من المواويلِ غَنّى :: نخبها في الهزيع صوتٌ كَليلُ.
وتلاها الشاعر محمد الحافظ أحمدو الذي أطرب الجمهور تفاعلا بغزلياته التي كان من ضمنها:
عيون السائعات الطائفات
تحاصرني من الست الجهات
تحوم الروح حول البيت كيما
تطهر رجسها قبل الممات
فتذبحني العيون بكل فج
فأرجع مثقلا بالموبقات
أما الشاعر أحمد دوله المهدي فقد قدم نصوصا شعرية تنوعت في الأغراض والمضامين جاء من ضمنها نص تحدث فيه عن أهمية الاكتشافات التقنية والبرمجية الحديثة تحت عنوان “الحاسوب” :
أفدنا من الأخلاق والحلم والحِذق
فوائد لا تلفى بغرب ولا شرق
فوائد يستعصي على الذهن حصرها
وكيف بحصر الحق من خالق الخلق؟
نتائج همات الشيوخ التي علت
بها همم للسبق لم تأل في السبق
إذا ما لمسنا الزر منها تحلبت
تحلب ماء المزن من صادق الودق
أما الشاعر أبو شجة ببانه فقد ألقى من ضمن نصوصه نصا يتحدث فيه عن أمجاد الأمة الضائعة داعيا إلى استنهاض الهمم:
هات المعاول نفلق صخرة النكد
عن سلسل الخير يجري دائم الأبد
نشفي به من غليل الروح هائمه
عهد النبي وسلمان لدى أحد
إذ نحن لم تلتبس بالغي أنجمنا
فلم نغير ولم ننقص ولم نزد.
لتختتم الإلقاءات الشعرية مع الشاعر القاضي محمد عينين الذي غنى في قصائده لوجع الأرض ومعاناة الإنسان حيث قال:
فِـي غَفْلَةٍ لِلدَّهْـرِ حَـرَّكَ نَبْضَهَـا
تِيـهُ الظَّـلاَمِ وَقَدْ أَمَاتَتْ رَفْضَهَـا
كُنَّـا هُنَـاكَ إِذِ اشْرَأَبَّ شُمُوخُنَـا
وَالذُّلُّ يَبْسُطُ لِلسَّكِينَــةِ فَرْضَهَـا
كُنَّـا بشنقيـط .. المكَـارِمَ نَرْتَقِـي
وَالمُوغِـلاَتُ أَذًى تُنَمِّـقُ عَرْضَهَـا
وقد حضر النشاط جمهور متنوع من الشعراء والأدباء والإعلاميين وطلاب الجامعة.