طالعت مقالا للدكتور إسحاق الكنتي عنوانه “حين يروج الشيخ الددو فيدلس “وبعد قراءة المقال عنت لي ملاحظات أرجو أن يتسع لها صدر الدكتور الفاضل.
الأولى: أنني لا أحب الدخول في مثل هذه المساجلات والمناكفات وأمقتها حد التقزز ولكن :
إذا لم يكن إلا الأسنة مركب.. فما حيلة المضطر إلا ركوبها (هذه إحدى الروايات)
ففي هذه مكره أخاك لا بطل
وسأخاطب الدكتور بأحب الأسماء إليه وهو “الكنتي” متعمدا الإعراض عن ألقاب أخرى يناديه بها البعض كالسرتي وهم يترنمون في موقفه المعروف من ملهمه:
وأبيح الحريم منه وما دا …فعت عنه الذي أباح الحريما
وإذا كانت “الكنتي” في نظره علما غلب عليه من باب “مصحوب أل كالعقبة” فالأعلام منزوعة الدلالة وإن كان نسبة فقط “فلم يك فضل التمر يسري إلى النوى”
والواقع أن الدكتور لا يبخل في مناسبة وبدونها في الانقضاض على الشيخ محمد الحسن ولد الددو والهجوم عليه بما يمتلك من مفردات القدح ووصمه بأقذر العبارات وسبه فهي سنة متبعة عنده و”شنشنة أعرفها من أخزم” ولم يزد ذلك الشيخ إلا امتثالا لقوله تعالى “وأعرض عن الجاهلين” وكما هو معلوم لم تضر الشيخ ولم تنفع الدكتور
لا يتعدى امرؤ جبلته ….قد قسمت في الطبيعة الرتب
الثانية: آثر الدكتور هذه المرة – لاعن خصاصة في هجائه للشيخ – أن يجعل جمعية إيثار الخيرية منصة الانطلاق وإن كان لم يسمها” ومن يصفك فقد سماك للعرب” فالشيخ بالنسبة للدكتور يروج و”يشيد بجمعيات تستنزف جيوب الفقراء تحت اليافطة الفضفاضة للصدقة والإنفاق” وفي كلمات قليلة يحاول الكنتي نسف ما تقوم به هذه الجمعيات ويتشبث تشبث الغريق بأسطوانة مشروخة و”واقع تلك الجمعيات لم يعد خافيا على أحد أنها ذراع تمويل حزب الإخوان” وتجاهل أنه أن هناك جهات رسمية وغير رسمية تتابع عمل هذه الجمعيات “خفيت عليها ولم تتوصل لهذه النتيجة التي توصل له الدكتور دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة ودون أن يقدم ما لديه من أدلة للجهات المعنية فكل شيء يهم الدكتور إلا الحقيقة
يعرج الدكتور في مقاله على جمعية إيثار ويعلق على لقطة يظهر فيها الشيخ الددو يدعو أهل الخير –وأهل الخير فقط- لمساعدة الجمعية في عملها ويقرر- شأنها شأن أخواتها في نظره – أن “للشيخ حصته من الريع” والواقع أن الحصة الثابتة للشيخ هي حصة القدح التي يوفرها له الكنتي باستمرار وقد التزم بها التزام الأواه الأواب بعبادته، أما جمعية إيثار فالشيخ من يقدم لها المساعدة وهذا يرد على قوله إن الشيخ “ما عرف عنه إنفاق درهم ولا دانق” وأخشى أن يكون ذلك من قياس الأبدان وهو فاسد باتفاق العقلاء.والغريب أن يستغرب الدكتور الحديث عن الحض على طعام المسكين دون التذكير بالآخرة
أما “القائمون” على الجمعية الذين صرح أنهم ينتفعون فأحيلك إلى القائمين على مجلس إدارة جمعية إيثار بدءا بالرئيس العلامة محمد المختار ولد امباله ونائبيه معالي الوزيرة السنية منت سيدي هيبة ومعالي الوزير صو آدما صمبا فالعجب أن يتهم هؤلاء أنهم ينتفعون من مال الجمعية وأنهم يعملون لصالح ” ذراع حزب الإخوان” لعل هذه أقرب للعبث والكتابة على موج هادر منه إلى الحديث الجاد
وهذا تدليس من الدكتور
الثالثة: بما أنك موظف سام في نظام أعرف أنك اعترفت أنك من جيل رباه نظام غيره فليكن في علمك أن لدى الجمعية تزكية من وزارة الصحة ولديها تعاون مع مؤسسات صحية رسمية هامة، وسأحيلك إلى كلام الجهات الرسمية ومنها الوصية على الصحة فوزير الصحة السابق صاحب المعالي المختار ولد داهي قال بالحرف الواحد في حفل تدشين بدء العمل في مستشفى إيثار الصحي إن الجمعية “برهنت رغم حداثة نشأتها وتأسيسها على مستوى من الجدية والحيوية أفادت به مصالح المركز الوطني للأنكولوجيا استحق علينا التثمين والمؤازرة”
وكرر معالي الوزير نفس المساندة للجمعية في إفطار نظمته في رمضان الماضي تحت رعاية وزارة الصحة حيث قال بالنص متحدثا عن الجمعية ” رغم حداثة سنها فهي من أكثر المنظمات نشاطا وأثرا وتأثيرا إيجابيا في هذا المجال فلها الشكر..ولهذا نحن هنا حاضرون لهذا الإفطار حاضرون مساندون مشجعون معترفون بهذا الجهد ومطالبون بأن يحذو حذوها العديد من صنعة الخير في هذا البلد”
فهل خفيت المعطيات الخطيرة التي قدمتم على معالي الوزير وهو المسؤول الأول عن قطاع الصحة ؟
وهل استطاعت الجمعية وهي من “أذرع حزب الإخوان” حسب تصنيفك أنت أن تخدعه حتى ترعى الوزارة بعض أنشطتها، ويعلن معاليه استعداده لمد يد العون لها؟
ولم يكن معالي الوزير بدعا في ذلك فمديرة المركز الوطني للأنكولوجيا الدكتورة أخت البنين منت زين صرحت بموقفها من الجمعية وهي المسؤولة الأولى عن المركز الوحيد لعلاج السرطان في البلد” وأثمن ما تقوم به ..وما يميز جمعية إيثار أنها نفذت ما تعهدت به وأصبح مريحا لمرضى المركز لأن هناك فحوصا لا يقوم به المركز وبعض الأدوية لا يوفرها ونقل المرضى إلى أماكن سكنهم والسلات الغذائية والدعم النفسي ورغم ضيق المكان وفرنا لهم مكانا داخل المركز”بلا جميل”
وكان حفل الإفطار هذا النبأ الرئيسي في نشرة الثامنة على قناة الموريتانية الرسمية
كل هذا وهي في نظرك “ذراع حزب الإخوان”
ومن باب فعززناهما بثالث” صرح والي لعصابة السابق السيد محمد ولد أحمد مولود بالقول إن ” عمل الجمعية يتناغم مع برنامج تعهداتي لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ولا سيما ما يتعلق بمساعدة الطبقات الهشة في المجتمع”
وقد قدمت رئيسة جهة نواكشوط السيدة فطمة منت عبد المالك دعما سخيا للجمعية
فهؤلاء الرسميون زكوا الجمعية ولم يتهموها ولم يتهموا القائمين عليها والحال أن قولتك إن الجمعية “ذراع حزب الإخوان” إما أن تكون حقيقة خفيت على هؤلاء ووهبك الله ذلك من باب “ففهمناها سليمان” فأنت الوحيد الذي اكتشف الخديعة وغيرك في سبات عميق وهو اتهام خطير أو أنهم يعرفون الحقيقة كما عرضتها وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم وهو اتهام أشد خطرا من سابقه “فأي الدارين تختار” وحيث لم يكن التصور الأول سليما ولا الثاني كذلك فهو تدليس من الدكتور
إذا لم يكن للمرء عين بصيرة .. فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر
فبأي كتاب (مهما كان لونه) وبأية سنة(وإن أنكرها ملهمك) تلقي التهم ذات اليمين وذات الشمال دون برهان ولا دليل؟
وبما أن الدكتور أشار إلى علم الحديث نقول له إنه تجلى مما ذكرنا أن حديث الدكتور الكنتي عن جمعية إيثار “منكر” وفق مصطلحات أهل الحديث فلا يصلح للاحتجاج ولا للاعتبار والراوي إذا غلب عليه الحديث المنكر كان مهجور الحديث
الرابعة: ختاما أستغرب ألا يكون لك ذكر في العمل الخيري “ولو فرسن شاة” ومع ذلك تسلط على القائمين عليه لسانك وترميهم بشرر لا لذنب اقترفوه سوى أنك لا ترضى عن بعضهم لبواعث ومقتضيات خاصة.
ويطوقني الألم إحاطة السوار بالمعصم حين أقول لك إن بعض من قدمت لهم الجمعية خدمات الفحوص والأدوية والنقل مجانا منهم من تصلك به رحم ربما لم تبلها ببلالها وما رعيتها حق رعايتها فكانت جمعية إيثار نعمة من الله عليهم وها أنت تقذف الجمعية بحمم الاتهامات ” فلا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك….أحمد أبو المعالي