العلامة أحمد محمد بن “بداهي” في سطور

هو العلامة القاضي المتبحّر في جميع العلوم المتداولة في المحظرة الشنقيطية من توحيد وفقه وسيرة وتفسير إضافة إلى مختلف علوم اللغة العربية نحوا وصرفا وآدابا ، مما أهله ليكون شيخ محظرة متنوعة الطلاب منذ مراحله المبكِّرة من عمره الذي كان عريضا أكثر منه طويلا ..
ولد القاضي أحمد محمد شيخ محظرة أهل بُدّاهي من بطن الأعمام اليعقوبي حوالي سنة 1901م
وبعد تضلعه العلمي المبكر من محاظر قومه اليعقوبيين ومن محاظر أشياخ أبيه الحسنيين( أهل الشيخ الحسن) الذين كان أبوه عبدالله ( بداهي) مريدا صوفيا لهم ،انتقل الفتى طلبا للعلم بين محاظر أطار فشنقيط ثم إلى محاظر وأدان التي لبث بها مدة أطولَ من سابقاتها، ومن محاظر آدرار انتقل إلى
“محظرة أهل لبات في تگانت” حيث مكث بها سبعة أعوام متفرِّغا فيها للتحصيل والاستزادة من العلم حتى نال من مشاييخها مختلف الإجازات التي تمنحها المحاظرُ آنئذ ..
رجع إلى قومه اليعقوبيين ليؤسِّس عن كثب محظرته التي كانت رابعة أكبر المحاظر اليعقوبية الأعمامية المزدحمة يومها بالطلاب ، وهي :
*- محظرة محمد بن محمد
البخاري
*- محظرة محمد عبدالله
( بلاهي) بن امبابه
*- محظرة محمد الأمجد بن
أبي المعالي
*- محظرة صاحبنا محظرة
آهل بداهي التي اشتهرت منذ تأسيس أحمد محمد لها بإقبال الطلاب عليها من مختلف العشائر اليعقوبية ، نظرا لتنوّع معارفها وتميّز عطائها العلمي ،حيث تخرّج على يده منها الكثيرُ من العلماء والجهابذة الأفذاذ ، من بينهم :
*- محمد عبد الله بن بزيد
*- محمد سالم بن الدوه
*-الأخوان ابنا دداه : أحمدُ
وأحمد الشيخ
*- محمد عبد الله بن النن
الأكبر
*- الدمين بن المختار النش
*- الشيخ أحمد بن النابغه
*- الشيخ أحمد سالم بن
محمد ناصر
*-الشيخ محمد محمود بن
محمد لحبيب بن المهدي
*- الشيخ محمد الأمين بن
المصطفى

مؤلفاته :

لقد ترك لنا العلامة أحمد محمد بن بداهي العديد من المؤلفات الغنية المتنوعة في التوحيد والفقه والسيرة .. لكن أغلبها تعرض للضياع والتلف أيام البدو والترحال

  وبذلك اشتهر العلامة القاضي أحمد محمد شيخ محظرة أهل بداهي الأعمامية بتميّزه في العلم والتعليم  ، وبثاقب فهمه ، وبحسن استيعابه للنوازل الفقهية ، مما أهله بكل جرأة واقتدار لحسم العديد من النزاعات المزمنة التي استعصى حلها منذ بعض الوقت على قضاة البلد قبله

 لقد كانت وفاته حوالي سنة  1945م ،فاجعة كبرى خلّفت مأساةً اجتماعيةً أليمة ، وفراغا علميا كبيرا ، نظرا لما عرف به الرجل بين الناس من مميزات عديدة ، وشمائل فريدة،قلَّما اجتمعت في شخص واحد ، منها :

*- أنه كان شديدا في إحقاق الحق..لا يُجامل ولا يُحابي مهما كان الموقف .
*- أنه كان حاضرَ الذهن ، سريعَ البديهة، قويَ الحُجّة..
*- أنه كان ذا قدرة فائقة على استنباط الأحكام الشرعية ، واستخراج أدلّتها التفصيلية، فكان حريصا على الدليل المؤصّل لكل الأحكام والقضايا ، توطيدا لفقه النوازل المحلية ( أتاي – ونگاله – ..)
*- جمعه في آن واحد بين صرامة القاضي الجريء ، ولین الفقیه الواثق ، ومرونة المُفتي النابه ، واستيعاب الوجيه المحنّك ، وفكاهة الأديب اللّبيب ..
وبذلك تعددت جوانب شخصيته الفذّة ، ليجمع فيها شخصيات متنوعة عديدة ، لكنها كانت متّحدة متكاملة متوازنة ..

وبموته الفاجعة ودَّعت المحظرةُ أحدَ أبرزِ أعلامِها، والقضاءُ أجرأَ وأبرعَ روادِه ، والعشيرةُ أفضلَ قادتِها النّابهين

تغمّده الله بواسع رحمته ، وأسكنه فسيحَ جناته ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ف((موت العالم ثلمة في الدين))

المرجع : مذكرة مشتركة كانت قد أعدتها عنه جماعة من ذويه لصفحة العگبه للأخبار العامَ الماضي

       محمد الأمين / النن
شارك هذه المادة