بيرام ومُحاوره.
……ا

النائب بيرام، شخصية عامة.
بيرام المترَشِّح أو “المُرشَّح” الثَّابت في الرئاسيات الوطنية، يَطمح لتَقلُّد منصب سامٍ، إنْ هُوَّ وصلَ إليه سيجعل منه رئيس المجلس الأعلى للقضاء، والقائد الأعلى للقوات المسلحة وسيكون بيده قرار الحرب والسلم.. ومن هذا المنطلق نَسمح لأنفسنا بتناوله بالنَّقد لأنَّ تصرفاته العامة تعنينا.

قلتُ مرة إنَّ صراخ بيرام أعاد النظر في التعامل مع لحراطين.. ، وأحدث صدمة لمؤسسة الأسياد التقليدية، لكن ماذا بعد؟..
إطالة الصراخ تدفع للتَّعود عليه وتُفقده مفعوله، وهو ما حدث بالضبط،.. لم يتجاوز الرَّجل أبعد من الدوران حول نفسه في نقطة ثابتة قوامها بناء الذَّات تحت الضوء، فانشغل بنفسه عن القضيَّة!

لم يُوفَّق بيرام السّياسي في تعاطيه مع تحذير مواطنٍ له من الاقتراب من نقطة اللاَّعودة في العلاقات العرقية الهشة بين ساكنة قريته،.. لم يوفق البتة وهو يهزُّ سبابته في صَلفٍ على محاوره، مُكررا لفظا واطئا من مستوى: «ازفففيط».. “ازفيط يخويَ اكلاماشْ الخير”؟!.. كان المشهد متشنجا، مُسْتهجَنًا وغير مُتحضِّر بالمرة.

ولم يُوفَّق بيرام الحقوقي وهو يتفرَّج على سَحْل مُحاوره الأعزل، وقد أوعزت الفاظ التَّقريع التي صدرت منه إلى اتباعه أنَّ المتدخِّل “الغريب” يستحق التَّأديب..
بِربِّك كيف لحقوقِيٍّ أن يَرْفع الحقَّ درجاتٍ بحطِّه دركاتٍ!؟.. يقول مثل حسانيّ في منطقة مَا، إنَّ “ارْحَى لكْبيره ما إدَّشَّشْ”.. ماذا سيكون مصير مُعاريضيك سيدي إنْ امتلكتَ السلطة وأدواتها القمعية؟.. هل ستُصَلِّبهم؟.. أم ستُقَطِّع أيدِيَهم من خلافٍ إنْ رفضوا الْتِقامَ آراء نظامك؟

ليس خطيئة عدم التناغم مع “إيرا” في طرحها ونهجها النَّضالي، نعترف لبيرام أنه حرَّك الرَّاكد في قضية لحراطين في فاصل زمني مُعين، ولا ننبش في نواياه في فعله ذاك، ونعترف عليه بأنَّه أطنَبَ حَدَّ التَّغول في التَّناقُض وتعظيمِ الذَّات.. وقد قرأتُ في ردٍّ منهم فيه ما يُشير إلى أنَّ الرجل المُعنَّف، مِرْسالٌ من مَراسيل المُخابرات استهدفهم للتَّشويش عليهم،..
عند حافة ذلك المربع المظلم نقف نحن العامية!،.. فأهل السيَّاسة والحقوق والإعلام، أدرى “بطبْلاتْ” المخابرات، لأنهم “صابِّينْ مَاهُمْ اعلَ الْـبَنْهَا،.. واللهْ لاَ اجْباتْ لِعْدُو اعلَ ذاك إلْـبَيْنكُم..”،..

الأكيد أن الرَّجل “موضوع التُّهمة” قد أصاب حين وضع اصبعه على فتحة الجُرح، وذكَّرَ بيرام، أنَّ مشكلة لحراطين في الصِّحة والتَّعليم والتمكين المالي والمادي.. وبأنهم مطية للتَّربح.. وبأنَّ عذاباتهم لن تُعالج بتكديس رموز لحراطين للميداليات والتَّرضيات وللمكاسب والمناصب.. هل هذه المفردات من اهتمامات الحقوقي والسياسي بيرام؟،.. إنْ نَعَم!.. فلماذا لم يعبئ فعلا تمويلا لفصل ريفي أو نقطة صحة إلى اليوم؟

عَرف بيرام في الفترة الأخيرة حالة تذبذب في الخطاب بين اعتدال اللسان وارتكاسه.. حَسبْ!. حَسبَ انشراح أو تكدَّر خواطر الظروف السّياسية.

لن أُمْلِي على النائب بيرام ما يُمليه عليه سِنّ النّضج السياسي من تَعقُّل وأناة وروية، لأنَّه تَجاوز سِنَّ التَّمييز القانوني، لكن سأقول عموما:
إن أبجديات الفورة الشعبوية يتجاوزها العالم بهدوء، فقد كانت حالة تنفيس، ولا تُصلح لأبعد من ذلك.. وغدت اليوم تَهريجا لا أكثر.

اللهجة الناتئة، الفحش اللفظي، “من أكذاش منكم”، “افظيمه”، تَعظيم الذات بالغرور الأعمى، التَّغابي نحو حقيقة واقع الأشياء على الأرض، لن يفتح شهية الناخب العام تجاهك،..

أتمنى حضرة النائب، ألاَّ تكون مسجونا في فكرة أنَّه إنْ اعتدل لسانك واعتدلت مواقفك واستقرت على قرار، سُتفوِّت عليك علَّة وجودك.

ثم لماذا لا تتجاوز مرحلة التحجيم في دور مُسخِّن للانتخابات الرئاسية،.. أنْ تطمح مثلا لأكبر من تكملة ديكور ديمقراطي؟

خالي الكريم،.. أراني يَنَّاسْ ألاَّ منتكم، منت خادم تيلادْ افْ نانْمَه، ولاني ناعره اعلَ لبْريشاوي إلِّي دَرَانْجاكْ بالحقيقة،.. لكن «الحقّ أحقّ أن يتّبع».

تحياتي.Eddehma Rim

شارك هذه المادة