تعليق على شهادة رئيس الميثاق بحق قرية أهل” الشيخ الددو”:

استوقفني المشهد الذي ذكره السيد الفاضل رئيس ميثاق لحراطين خلال زيارة قمت بها لأم القرى في صيف العام 2013، حيث آلمني وأحز في وجداني مشهد لأعرشة وأخبية بدائية متواضعة توجد عند مدخل أم القرى على الجانب الأيسر للطريق.
وقد سعيت لمعرفة حقيقة من يقبعون في هذه الأعرشة البدائية ،فوجدتها محلا لإقامة الأفارقة الأجانب القادمين من من دول مختلفة للدراسة بالمحظرة والتزود من العلوم الشرعية واللغوية.
وسألت عن سبب عزلتهم عن المجتمع فقيل لي إنهم يعدون طعامهم على الحطب ويقرؤون على ضوء النار، فينتشر دخان كثيف ، وقد خصص لهم ذلك المكان حتى لا يؤذوا أهل القرية.
وخلال هذه الرحلة القصيرة تعرفت على أم القرى وأهلها الطيبين الكرماء وقابلت شيخها الذي بهرني بعلمه وتميز خلقه وتواضعه وكرمه الحاتمي الفريد…
وقد زرت بيتي راعيي إبل أم القرى، ولا يختلفان كثيرا عن بيوت أغلب سكان القرية، إذ كان أحدهما يسكن غرب المسجد والثاني شرقه.
ثم إن هذا المشهد الذي ذكره السيد الرئيس موجود في الكثير من محاظر البلاد، وخلال السنتين الماضيتين شاهدت المشهد ذاته على طريق الأمل، عند الكلم 36 شرق العاصمة، حيث يوجد مسجد شاهق شمال الطريق ، وخلفه أعرشة بدائية كثيرة، يقيم فيها كم هائل من الطلاب الأفارقة، غير أني -والحمد لله- لاحظت خلال الأسابيع الماضية أن تلك الأعرشة أزيل أغلبها ، وبنيت محله أعرشة حديثة واسعة، وذلك ما أتمنى أن يكون حدث في أم القرى.

محمدسالم ابن عمر

شارك هذه المادة