الحرب الأهلية الرقمية. ……….ا

ينتعش الفضاء في الأيام التي ينعم فيها ببعض غِسلين الشِّجار الرقمي.

على أيام الوزيرة مريم بنت أحمد عيشة، عمِلتُ مع سيدتين من “أهل المحصر” ، بنات عم، وكان ” إكْلام أهل المحصر” ثقافة جديدة عليَّ تماما، بألفاظه العفوية المباشرة ومزاحه الحاد،.. الصيدات كلهم تخرط لخر عن لعظام، يظحكو هُمات، ويظحكو أهل الوزارة، ويوف ذاك اعل ذاك.. شخصيا كنتُ أمتنع عن الضحك أمامهما، رغم رغبتي فيه الدفينة، وأقاومه بشدة في سرِّي، لسببين: أولهما العُقد والخشية من مظنَّة النِّفاق لهما لقربهما الاجتماعي من الوزيرة.. والثاني: كنتُ أتقمص إحساس “المُثيقَفَّه” وشايْفه عن ذاك الواحلات فيه بَگاحَه وسوقيه لا تليق بي.. ومع ذلك، وبعد كل مجلس يَجمعني بهما، نِدْخل افواحد من البيروهات وحدي ونتفگد اكلامهم ونظحك إلين نحكم اشواكلي.

كانت احداهن فارعة الطول وگاطْعه، والأخرى إگصيره وادْريويشه، طلبتِ الوزيرة يوما من القصيرة تنفيذ مهمة شخصية لها وبحضرتنا، فردَّت بالسَّلب، وأشارت إلى الطويلة قائلة بلكنة متْمحصره: يختي إمَّالك ما ترسليلها ِذي عصى موسى ، إلي تزرگ اعل شي ما جاك يَسعى… ضحكتُ ساعتها بصبيانية فاضحة، فالتفتت الطويلة ببرود إلى ابنة عمها -إلِّي كانت تخرط حالا- معلقة عليَّ: تظحك!،.. ضحك الجميع… مرت الأيام وأصبحتا من أعزِّ صديقاتي، وعِدت انتيمشهم، وانحامر اكلامهم.

موجبه الطالب عبد الودود،.. صنَّفتُه شعبويا وترفَّعتُ عن متابعته، وكان يؤلمني إدمان المراهقين في بيتي على الافتتان به منذ خرجته الأولى، ويتداولونه بينهم كالحلوى، كانوا يتسابقون لإشراكي معهم في لايْفاته وأمتنع بتاتا،.. وحتى لا أتناقض أمامهم جرَّبتُ متابعته سرًّا، ورغم اعتراضي على بعض لغته، سَحرني وأضحكني،.. وعِدْتْ نستفهم منهم في غير مبالاة: أيوه صاحبكم اشعاگب إگول، والحقيقة خايفتو إفوتني!.. هذا ما عندي فيه ش، الله غالب.. المقبول -على علاَّته- يِدخلْ لخلاگ ما شاوِر..

الحقيقة جَماعة التدوين الخارجي، حتى ولو رميناها بالمُصارمة الشعبوية، والمُصادمة الحادة، .. نعترف لها بأنها ملأت فراغ الصوت الغائب، وأصبحت مؤثرة بأسلوبها الذي نستهجن عليها.. باختصار، جَرِّت جِلْ مُخنز اعل گومنَ هون من المدونين وأشباه الإعلاميين، والسبب: بعض الصِّدق وگلت النفاق والطمع.. والِّي عورو صبْعُو لا توجعُو.

هذا ليس موقفا لأحد أو من أحد، ولا علاقته له بأهل الفكر ولا أهل الذكر، ولم أكتبه للجدل.
من صفحة:
الدهماء ريم

شارك هذه المادة