بين يدي الحوار الوطني …..أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا

مشاكلنا ليست غامضة أو بعيدة كمشاكل اليابان والولايات المتحدة، أو المغرب والجزائر، حيث الاحتباس الحراري، والميزان التجاري مع الصين وأوربا، ومخاوف الذكاء الاصطناعي، والصراع جيوسياسي…

مشاكلُ موريتانيا مباشرة، كيلا أقول بدائية: أرض زراعية شاسعة يحاذيها نهر تحتاج لمن يستغلها؛ ومحيط مملوء بأنواع السمك وثروة حيوانية تضيع يوميا نحتاج لمن يشبعنا منهما؛ وأفواج متضاعفة من الشباب وخريجي الجامعات بلا عمل ولا أمل؛ ومدارس بلا طاولات، ومعلمون عقدويون براتب لا يتجاوز 60 ألف أوقية.

المصادر المالية محدودة جدا، ومع هذا تُنهب ليل نهار. ولعل من أفضل ما يخرج به هذا الحوار من اتفاقات تكتيكية هو إنشاء لجنة برلمانية أخرى أكثر إقناعا للتحقيق في ملفات الفساد الأخرى، وخاصة الفساد في البنك المركزي، والعملات الأجنبية، والنظام المصرفي… وإنشاء هيئة خاصة عليا لمكافحة الفساد واستقبال ملفاته، تمثَّل فيها المؤسسات والهيئات والشخصيات السياسية والقضائية والحقوقية والأكاديمية والفنية ذات المصداقية العالية.

الحكومة والنظام عاجزان عن ترتيب نفسيهما، وننتظر منهما – مع ذلك – إصلاح ما أفسد الدهر. والمجتمع غائب محيَّد. والمفاهيم والأشكال السياسية متخلفة ترجع إلى ما قبل شيخو توري. ومنتهى الأمر ضباط يستقيل أحدهم من الجيش ليترشح أو يُرشَّح بعد أسابيع ويصير ربا معبودا، لا سلطة مدنية أو عسكرية غيره.

الشعب مقسم تقسيما: الحراطين يُخدعون يوميا بالشكليات والذاتيات دون الوصول أو الاقتراب من جوهر معاناتهم؛ وقادة البولار والصوننكي والوولوف يطرحون الطروح ويجولون ولا أحد يدخل معهم في صميم مطالبهم. والبيضان على حافة الانفجار والاستعداد ويقال لهم إن كل المظالم تستهدفهم!

أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا

شارك هذه المادة