ظاهرة الترواغ أو خطف العروس

عادة اجتماعية ظلت شائعة في المجتمع البيظاني حتى وقت قريب، حيث تعمد صاحبات العروس إلى خطفها في إحدى ليالي السبوع، ويتكبدن المشقة في ذلك، فيختفين بين خيم الحي او يهربن خارجه، فيلجأن إلى الأودية أو الأحياء البدوية.
وكثيرا ما تكتشف العروس من زيها المتميز بينهن، وما إن ينمى الخبر إلى العريس وأصحابه حتى يستنفروا ويقلبوا خيم الحي الواحدة تلو الأخرى، ويوسعوا ضربا وتعذيبا من وجدوا من صاحبات العروس، لتخبرهم عن مكان اختبائها.
ثم يبحثون خارج الحي يتقفون الآثار ويسألون الرعاة، وإذا عثروا على المتروغات، أوسعوهن تنكيلا وتأنيبا، وكثيرا ما يتدخل كبير الحي ويحمي الفتيات حتى يوصلهن إلى حيهن، وقد بلغت قلوب الأمهات الحناجر.
والغريب أن الكبار في السن يغضبهم الترواغ دوما، ويرون فيه مخالفة للشرع، مع أنهم لا شك قبلوا به أيام كانوا شبابا، أما الأطفال فيجدون في الحدث ضالتهم، فيواكبون العريس وأصحابه، ويتجسسون لهم على مظنة وجود الفتيات، ويدلونهم على المكان إن اكتشفوه.
لعل الترواغ طريقة ذكية في التشويق يعتمدها المجتمع البيظاني قديما ليظل الزوج يتوق إلى اكتشاف قرينته، ولا يحصل عليها دفعة واحدة.
غير أنها ظاهرة اختفت وولى زمانها وأصبح العريسان يتقابلان من أول يوم فيسافران أو يتخذان من شقة مفروشة مقاما يظلان فيه طيلة أيام السبوع.
لا أدري هل توجد هذه العادة لدى الشعوب الأخرى، أم أنها خاصة بمجتمعنا الموريتاني؟
ومن التوثيق الجميل لها قول أحمد سالم ولد ملاي اعلي:
اگْـبَـيْـــلْ امْــشَــــاوْ الـرَّوَّغَـــاتْ @@ وِاتْــرَجْلَاتْ الْحَيَّه وِامْــشَــاتْ
فَأثْــــرْ الــــرَّوَّغَــاتْ ؤُدَمْـــــرَاتْ @@ لَــثْــرْ، إلَيْنْ اسَّگَّـمْ وِاظْــهَــــرْ
گَصَّـيْـنَــاهُــمْ لَـيْـــنْ اخْـيَــمَـاتْ @@ الـشُّـرْفَه، مِنْ فَمْ اسْتَخْصَـرْ
وِالْتَـحْـقُو مِــنْ فَـمْ إبْــوَحْــدَاتْ@@ اخْــرَاتْ، ؤُكِـــرْدُو يَـــمْ أوْخَــرْ
ؤُگَطْعُو -هُومَ زَادْ اصْحَحَاتْ-@@ لِبْـحَـرْ مِنْ گَــدْ اكْصَـرْ لِكْـــوَرْ
وِافْ هَـــــاذَ ظَـــلَّـيْــنَ دِفَّـــــاعْ @@ وِاجْـبَــرْنَ يَـــوْمْ “اللَّــهْ أكْـبَــرْ”
غَــيْــرْ أطَــمْ اللِّي رَيْـــنَ گَــاعْ @@ امْـغَــاسْ الْبَتُــولْ إِفْ
لِبْـحَـرْ

باته البراء

شارك هذه المادة