“القدس العربي”: شهدت تونس، اليوم الأحد، احتجاجات تطالب برحيل منظومة الحكم، دعت إليها صفحات اجتماعية وتبرأت منها أحزاب المعارضة، في وقت استنكرت فيه حركة النهضة قيام متظاهرين بالاعتداء على مقراتها في مدن تونسية عدة.
ويشهد محيط البرلمان التونسي تظاهرة كبيرة رفع خلالها المحتجون شعارات تطالب برحيل الحكومة وحل البرلمان، تزامنا مع الذكرى الرابعة والستين لعيد الجمهورية، فضلا عن شعارات أخرى تطالب بتأمين فرص عمل وتنظيم استفتاء شعبي لتغيير نظام الحكم في البلاد.
من جانب آخر، شهدت مدن تونسية عدة، على غرار المنستير وتوزر وسيدي بوزيد والقيروان والكاف، قيام محتجين باقتحام مقرات حركة النهضة وتخريب بعضها وحرقها، فضلا عن ترديد شعارات تندد بالحركة، ما تسبب بفوضى وتراشق مع عدد من عناصر قوات الأمن التي وصلت لاحقا لحماية هذه المقرات.
الكاف
توزر
القيروان
واستنكرت الحركة تخريب مقراتها في تونس، حيث كتب القيادي في الحركة منذر الونيسي “حق التظاهر مكفول بالدستور ولكن العنف والتخريب والتكسير جرائم يعاقب عليها القانون ومن يقف وراء دعوات العنف والإفساد معلوم. على الحكومة تحمل مسؤوليتها كاملة لحماية أرواح التونسيين وممتلكاتهم ولجم دعاة الفوضى والتخريب”.
وأضاف النائب عن الحركة ماهر المذيوب “من قيم الجمهورية التونسية: حماية الحق في الاحتجاج وقطع الطريق بشدة عن المخربين”.
وتأتي الاحتجاجات عقب دعوة توجهت بها صفحات اجتماعية غير معروفة، أبرزها “المجلس الأعلى للشباب” الذي أصدر قبل أيام بيانا نشره الناشط ثامر بديدة، يدعو فيه إلى الخروج من أجل “إنقاذ الجمهورية” التونسية، كما يدعو إلى اعتقال السياسيين التونسيين وحل جميع الأحزاب.
وأثارت هذه الدعوات موجة استنكار في تونس، حيث تبرأ منها الحزب الدستوري الحر، ودعت زعيمته عبير موسي أنصارها إلى عدم المشاركة في التظاهرات، كما تبرأ حزب التيار الشعبي من هذه الدعوات.
فيما دعا عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري، السلطات التونسية إلى التحقيق في البيان الذي أصدره “المجلس الأعلى للشباب” والتي اعتبر أنها “تدعو إلى الانقلاب على الدستور وإلى إقامة فترة “انتقالية عسكرية” وما إلى ذلك من الهذيان السياسي، إضافة الى إصدار قائمة اسمية في من سيشملهم الاعتقال يوم 25 جويلية مبشرين بأن القائمة ستطال أكثر من 500 شخصية حكومية وسياسية وإعلامية وقضائية وغيرها”.
وأعلن حزب العمال تبرؤه من هذه الدعوات، حيث أكد في بيان أصدره قبل أيام أنه “ليس من الداعين لما يسمى بمسيرات 25 جويلية وأنه لا يمكن أن ينخرط أو يسير وراء دعوات مجهولة المصدر تقف وراءها أوساط غير معلومة أو مشبوهة بعضها يجري الحديث عن علاقته بالمخابرات الصهيونية أو أوساط يتناقض طرحها السياسي تمام التناقض مع قناعات الحزب ومواقفه مثلما جاء في بيان ما يسمى بالمجلس الأعلى للشباب”.
وكانت السلطات التونسية أغلقت كافة المنافذ المؤدية لشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية، تحسبا للاحتجاجات التي دعت إليها صفحات اجتماعية بمناسبة عيد الجمهورية.