سيلتئم غدا بحول الله المؤتمر الرابع لنقابة الصحفيين الموريتانيين وسط ضبابية لفت مسار النقابة وغيوم تلبد مآلاتها
سيكون البرنامج هذه المرة مضغوطا يقتصر على افتتاح فى قصر المؤتمرات القديم الجمعة وتصويت فى مقر النقابة السبت القادم
فى مقر النقابة بدا توزيع (البادجات) والدعوات على المشاركين بإقبال ضعيف حتى الثامنة مساء اليوم
فمن بين حوالى1250 مسجلا على لائحة المؤتمرين المعتمدة والتى يبدو أنها حظيت بموافقة المترشحين لمنصب النقيب لم يتم سحب أكثر من 400إلى 500 (بادج )
وياتى هذا المؤتمر فى ظروف سيئة تضافرت لإضعاف فرص نجاحه منها الظروف الصحية العامة والموت الصامت للصحافة بكل تفريعاتها وفشل النقابة عبر مسارها كله فى إنقاذ الصحافة المنهارة مؤسساتيا وماديا ومعنويا لكن الأكثر سوء هو هذه الخلافات العاصفة درجة التراشق بالفاظ خارج السياق وطرق ابواب القضاء من طرف اثنين من المترشحين النقيب الحالى المنتهية ماموريته والمترشح الشاب السالك زايد
هذه الظروف كلها ولدت إحباطا لدى معظم منتسبى النقابة فتحولت اغلبية الصمت فيها إلى اغلبية الحيرة والارتباك إذ من الصعب الحديث عن مرشح توافقي فالتخندق هذه المرة ليس اديولوجيا ولا تجاذبيا بين حكومة تدعم هذا المترشح ومعارضة تدعم ذلك والحالة تلك سيكون التصويت غالبا لاعتبارات( انتقامية) تغذيها عودة المترشحين لجذورهم التربيعية قبليا وجهويا وعرقيا مع أنه من المؤكد أن المؤدلجين سيصوتون ولوبارتباك تبعا لمصالح تياراتهم السياسية ونعنى تحديدا( الإخوان ) و(القوميون) وقد تمتص قدرة كل تيار على تجميع انصاره للتصويت لأحد المترشحين صدمة بوادر التصويت الانتقامي لونيا وتقليديا
ومن الملاحظ أنه توجد مقاطعة قوية غير منسقة ولكنها ضاربة لأعمال المؤتمر من طرف (حرس الصحافة القديم) و(ديناصوراتها ) فى الإعلام الخصوصي ويخلق ذلك وضعية فريدة تحول الصراع إلى مجرد صراع داخل الاعلام العمومي ومؤسساته الوكالة والتلفزة والإذاعة بالنظر إلى تراجع حظوظ المترشحين الذين دخلا متاهات التنابز والتراشق خارج الإطار المهني الطبيعي
ويشير استطلاع للراي أعدته مجموعة صحفيين على عجل( ولاستهلاكها المحلي) بعد تحليل الكثير من المعطيات الميدانية ومراقبة المياه التى جرت وتجرى تحت وفوق جسر النقابة منذ نشأتها إلى :
* ضعف نسبة المشاركة التى قدلاتتجاوز عتبة 48أو 51%.
* ظهور قوي لتاثير المقاطعة الصامتة على انخفاض نسبة المشاركة
* تزايد حظوظ المترشح أحمد طالب من وكالة الانباء باعتبار وجود سيناريو يقتضى ذهاب النقابة إلى الإعلام العمومي باية طريقة متاحة ووجود كتل اعلامية عمومية ضاربة يتصدرها (الحرس القديم) للاعلام العمومي تدعم وبقوة مرشح الوكالة المستفيد من الصراع بين ولد الداه والسالك وهو الصراع الذى اضعفهما وتدور شكوك حول الاصابع التى حفرت لهما حفرته
* سيكون الصراع على( وصيف) النقيب محتدما بين ولدالداه والسالك وسعيد وحظوظهم شبه متقاربة فولدالداه يحتغظ ب( شظية) لاباس بها من النقابة ويتحمس الكثير من الشباب الطامح للخروج من العباءات القديمة للتصويت للسالك ويرى شباب من الإعلامين العمومي والخصوصي فى سعيد املا للتغيير والتجديد.
لايمكن الوثوق تماما بهذه التوقعات فالصحافة جزء من منظومة اجتماعية معقدة لاتحترم مساطر التوقعات وقد يحدث تغير فى المعطيات فى أية لحظة لتحدث مفاجاة تقلب موازين القوة وترفع اسهم هذا المرشح أو تحط من اسهم ذلك وهكذا خاصة مع بروز تحالفات اللحظة الأخيرة التى قد تخلط الاوراق لتجعل الحظ قبليا اولونيا اوبدرجة أقل اديولوجيا
ومن المهم القول إن الحكومة و(المعارضة) ناتا بنفسيهما ظاهريا على الاقل عن التدخل فى مسار الإنتخابات الحالية ولم تضعط الوزارة الوصية ل( انجاح ) مرشح على حساب آخر
ويحسب لمديرى مؤسسات الإعلام العمومي ابتعادهم عن مسارات المؤتمر الحالى وحملات المرشحين فلم يتدخل اي منهم لدى عماله للتاثير فى قناعاتهم الشخصية
ولعل ( البيات الشتوي) للمعارضة كفى( مؤمنى المخزن) القتال خاصة وان المترشحين الاربعة لمنصب النقيب إما يشربون جميعا من( تاديت) النظام او( يسخنونها) على الأقل ومهما كان قربهم من النظام اوبعدهم منه فهو راض عنهم وهم راضون عنه إن سرا أو علانية
حبيب الله احمد