“العطشانَ ماهِ ذِيك اللِّ اتصيَّحْ”

نشطت مبكرا (بداية ثمانينيات القرن الماضي) في أوساط حقوق الانسان داخليا وخارجيا، قناعة “لا تتقادم”، وبناء عليه فإنني وأود هنا أن أنبه الحقوقيين الصادقين إلى ما أعتبره أبشع مظاهر الدوس على كرامة الإنسان في بلادنا:
١- البنات داخل الأسر الفقيرة عامة والمنحدرة من أوساط الأرقاء السابقين على وجه الخصوص، فهن يتحملن تراكمات مضاعفة ناجمة عن البؤس المادي والتخلف الاجتماعي
وممارسات مجتمع ذكوري، إضافة إلى إكراهات التحولات الاجتماعية المتسارعة.
٢- الأطفال القصر الذين يتم إجبارهم، لمبررات اقتصادية أو ثقافية وبموافقة ذويهم في الغالب، على ممارسة مهن شاقة ومهينة وخطيرة في بعض الأحيان كالتسول على قارعة الطريق لأوقات طويلة أوالإشراف على قيادة العربات التقليدية تحت أشعة الشمس الحارقة وسط صخب المدينة، لأوقات طويلة كذلك.
يقول مثل شعبي :”العطشانه ماهِ ذيك اللي اتصيَّحْ” (بل تلك التي لم تعد لها القدرة على الصياح لشدة العطش)…
فعلى السلطات العمومية المختصة والحقوقيين الصادقين وأهل الخير عموما في هذا البلد، أن يتدارسوا بجدية ومسؤولية، وبعيدا عن التوظيف الإعلامي والسياسي، مأساة هؤلاء الأبرياء لإيجاد حلول عملية تضمن لهم ولوج المدرسة العمومية وتجنيبهم مصيرا ضارا بهم وبالمجتمع من حولهم.

شارك هذه المادة