ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺷﻲﺀ ﺗﺬﻛﺮﺗﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺣﻔﻞ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺘﻌﻔﻔﺔ ﻫﻮ ” ﻋﺠﻮﺯ ﺃﻣﺒﻮﺩ ” ، ﻭ ” ﻋﺠﻮﺯ ﺃﻣﺒﻮﺩ ” ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﺋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﻟﻌﺪﺓ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺳﺎﺑﻘﻴﻦ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻛﻨﺖُ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻄﺎﻳﻊ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﺮﻯ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻘﺎﻃﻌﺘﻨﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻘﺮﺍ ( ﺃﻣﺒﻮﺩ ) . ﺇﻧﻬﺎ ﺳﻴﺪﺓ ﻓﻘﻴﺮﺓ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2000 ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﺮﻯ ﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﻠﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﻦ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ .
ﻓﺠﺄﺓ ﺃﺻﻴﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﺑﺸﻠﻞ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺠﺰﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻋﻦ ﻋﻼﺟﻪ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻃﺮﻳﺢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ .
ﺯﺭﺕُ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﻛﻮﺧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻚ، ﻭﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺗﺄﻟﻤﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﺤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻟﺤﺎﻝ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺷﻠﻞ ﻛﺎﻣﻞ . ﻭﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺃﻟﻤﻲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻘﺮﺍﺀ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺷﻠﻞ ﻛﺎﻣﻞ .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻱ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﻣﻪ ﻟﺘﻠﻚ ” ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻔﻔﺔ ” ، ﻭﻻ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ ” ﺍﻟﻤﺘﻌﻔﻔﻴﻦ ” ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﺑﺄﻥ ﺃﺑﺬﻝ ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻣﺘﺎﺡ ﻹﻳﺼﺎﻝ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻷﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ . ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺒﺖُ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ” ﻋﺠﻮﺯ ﺃﻣﺒﻮﺩ ” ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ .
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ” ﻋﺠﻮﺯ ﺃﻣﺒﻮﺩ ” ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺸﺎﺑﻪ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻣﻊ ﺣﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ . ﻭﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﻌﻼﺟﻬﻢ ﺇﻥ ﻫﻢ ﻣﺮﺿﻮﺍ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﺮﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺘﻌﻔﻔﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﺴﺪﺱ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ .
ﺇﻥ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺻﺤﻲ ﻳﻌﺪ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻷﻫﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺎﺕ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻴﻌﺮﻑ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﺃﻡ ﻻ .
ﺑﺎﺳﻢ ” ﻋﺠﻮﺯ ﺃﻣﺒﻮﺩ ” ، ﻭﺑﺎﺳﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﺖُ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﺋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ، ﺃﻗﻮﻝ : ﺷﻜﺮﺍ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ .
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ
“محمد الامين الفاظل”