الشيخ محفوظ بيه؛…ننظر إلى الديانات نظرة احترام وتكامل وانسجام فلاننكر اونتنكر لاسهام الاديان….

إننا نحن أبناء العائلة الإبراهيمية نتشارك في الرواية الأصيلة للقيم والفضيلة وأصول الأخلاق التي تؤسس للسلام والتعايش بين مختلف الشعوب. ونحن المسلمين نعتبر أنفسنا امتدادا للديانات السابقة، فقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ننظر إلى الأنبياء جميعا كعناوين للحقيقة، قال تعالى: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيئون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون).
ولذلك فإننا ننظر إلى الديانات نظرة احترام وتكامل وانسجام، فلا نُنْكِر أو نَتَنَكّر لإسهام الأديان والحضارات في تشييد العمارة الأخلاقية للبشرية فرسول الله صلى الله عليه وسلم يرى نفسه في سلسلة من الأنبياء فيقول (إنما بعثت متمما لمكارم الأخلاق) ويؤكد أنه لبنة متممة لهذا البناء العظيم، الذي قال عنه نيتشه في لحظة وعي شاردة، في كتاب “ما وراء الخير والشر”: (إن الذين أوجدوا القيم في البشرية قلة في التاريخ ومنهم موسى وعيسى ومحمد ).
إن إيماننا بهذه المشتركات يتيح مدّ الجسور فوق التباينات وينيط بنا مسؤولية التعاون لئلا تغرق سفينة البشرية ولا يحترق البيت الإنساني، نحن أيها السادة إطفائيون إنقاذيون، فعلينا أن نتضامن جميعا، وأن تتكامل أدوارنا انطلاقا من مواقعنا ودوائر تأثيرنا، لنسهم في استعادة الضمير الأخلاقي للإنسانية، وأن ندعو إلى أن يتوازى التقدم العلمي مع التقدم الأخلاقي ، فالتاريخ يعلمنا أن الحضارة المادية بلا أخلاق تدمر نفسها.
(اللهم احفظ قدسنا المحتلة وعجل قيام دولة فلسطين الحرة)

شارك هذه المادة