ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﻭﻓﺎﺗﻪ : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ … ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ,ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ….

ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﻭﻓﺎﺗﻪ : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ … ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺣﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺪﻭﺩ ﺃﺑﺮﺯ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻓﻲ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ
ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻇﻠﺖ ﻣﻘﻮﻟﺔ ’’ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ’’ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻴﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺍ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻧﻌﺘﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻭﺗﻨﻘﺼﻬﺎ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺭﻫﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺲ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻭﻓﻴﺔ ﻹﻃﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺮﺏ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺝ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﻋﻠﻤﺎﺀ .
ﻭﻹﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻻ ’’ ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﺃﻥ ’’ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﺰﺭﻱ ’’ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻭﺍﺟﻬﻮﺍ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺑﺘﺼﻮﺭ ﻣﻤﺎﺛﻞ،ﻟﻴﺴﻤﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﻛﻞ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﺭﺩ،ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻮﻳﺔ ﺑﺄﺣﺎﺳﻴﺲ ﺩﺍﻓﻘﺔ .
ﻭﻹﻥ ﺳﺠﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻻﻣﻌﺔ ﻣﺜﻞ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺃﺫﻳﻨﺔ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ،ﻓﺈﻥ ﻓﻘﻴﺪ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﺘﻮﺟﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﻜﺜﺮﺗﻪ ﺃﻭﻻ ﻭﺗﻮﺳﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺣﻮﺗﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ،ﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻬﺎ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﺑﻬﺎ .
ﻭﻻﺗﺒﺪﻭ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺪﻭﺩ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻗﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ،ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻳﺤﻔﻆ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ،ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﺴﺎﻧﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﻫﻮﻳﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺣﻀﺎﺭﻳﺎ، ﺗﺤﺪﺩﺕ ﺑﻮﺻﻠﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﺗﺘﻮﺯﻉ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ ﻣﺪﺍﺭﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ﻭﺇﻃﺎﺭﺍ ﻓﻨﻴﺎ،ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺣﺪﺍﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ،ﻣﺜﻞ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻧﻘﺾ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻴﻪ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻇﻞ ﻣﻔﻌﻤﺎ ﺑﺮﻭﺡ ﻋﺮﻭﺑﻴﺔ ﺻﺎﺭﺧﺔ .
ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺮ ﺍﻷﺟﻢ
ﺑﻴﻦ ﺭﻣﺎﻝ ﻭﻋﺜﺎﺀ ﺗﺪﻋﻰ ’’ ﺭﻣﺎﻝ ﺍﻷﺟﻢ ’’ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ 120 ﻛﻠﻢ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﺷﺮﻕ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ،ﺑﻴﻦ ﺭﻭﺍﺏ ﻭﺭﻣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻘﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺪﺕ ﺗﻤﺎﺋﻢ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻷﻭﻝ،ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺪﻭﺩ ﻣﻐﺮﺩﺍ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ،ﻋﺎﻗﺪﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺭﻭﺍﺑﻲ ﺍﻷﺟﻢ ﻭﺻﺤﺮﺍﺀ ’’ ﺗﻴﺮﺱ ’’ ﻭﺭﻭﺍﺑﻲ ﺍﻟﺘﻴﻠﻤﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﺃﺭﺽ ’’ ﺗﻴﺮﺱ ’’ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻼﺋﻢ ﻃﺒﺎﻉ ﺳﺎﻛﻨﺘﻬﺎ،ﻭﻳﺤﺐ ﺳﻜﺎﻥ ﺑﻮﺗﻠﻤﻴﺖ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻﻳﻼﺋﻢ ﻫﻮﺍﺀ ﺃﺭﺿﻬﻢ،ﻭﻟﻴﺼﻮﻍ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﻢ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺷﻌﺮﺍ
ﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺣﺒﻬﺎ ﺃﺟﻨﺎﺳﻬﺎ
ﻭﺑﻼﺩﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﺠﻠﺒﻮﺍ ﺇﻳﻨﺎﺳﻬﺎ
ﻧﻬﻮﻯ ﺃﻧﺎﺳﺎ ﻻ ﻧﻼﺋﻢ ﺃﺭﺿﻬﻢ
ﻭﻧﺤﺐ ﺃﺭﺿﺎ ﻻ ﻧﻼﺋﻢ ﻧﺎﺳﻬﺎ
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻢ ﻧﺘﻨﺎﺳﻬﻢ
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻢ ﻧﺘﻨﺎﺳﻬﺎ
ﻛﺎﻟﻈﺒﻴﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻧﻐﺺ ﻋﻴﺸﻬﺎ
ﺃﻻ ﺗﻀﻢ ﻗﺮﻳﻨﻬﺎ ﻭﻛﻨﺎﺳﻬﺎ
ﻟﻢ ﻧﺴﻪ ﻋﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺨﻠﻴﻂ ﻭﻻ ﺃﺭﻯ
ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺨﻠﻴﻂ ﻟﻔﻀﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﺳﻬﺎ
ﻭﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺿﺢ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ،ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ،ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﻮﺍﺻﻞ ﻭﺟﺮﺱ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻜﺮﺭﺓ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﻭﺍﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ’’ ﺍﻟﻈﺒﻴﺔ ﺍﻷﺩﻣﺎﺀ،ﺍﻟﻘﺮﻳﻦ،ﺍﻟﻜﻨﺎﺱ ’’ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ،ﻭﻟﺰﻭﻡ ﻣﺎﻻﻳﻠﺰﻡ،ﻭﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻞ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻣﻌﺠﻤﻴﺔ،ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻊ ﺟﺰﺍﻟﺔ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭﻓﺨﺎﻣﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻫﺪﻑ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .
ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺼﺺ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻫﻮ ﻓﻦ ﺍﻟﺮﺛﺎﺀ،ﻭﻗﺪ ﺑﺮﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ – ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ – ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺠﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻼﻣﺢ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﻧﻔﺤﺎﺕ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺛﻲ ﻗﻄﻌﺘﻪ ﺍﻟﺬﺍﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺭﺛﺎﺀ ﺳﻤﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺃﻟﻤﺎ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ
ﻣﺎ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻲ ﺷﻴﺦ ﺻــــﺪﻕ
ﺃﻭﺗﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺻﺒﻴﺎ
ﻋــﺎﺵ ﻓﻲ ﻃﺎﻋــــﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺣــــﻮﻻ
ﻳﻌﺒـــــــــــــﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﻋﺸﻴﺎ
ﻳﻨﻈــــﺮ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻮﻥ ﻣـــﺎ ﻫﻮ ﻓﻴـــــﻪ
ﻓﻴﺨﺮﻭﻥ ﺳﺠـﺪﺍ ﻭﺑﻜــــــﻴﺎ
ﻳﺤﺴﺐ ﺍﻟﻨــــﺎﺱ ﺃﻧـﻤﺎ ﻛـﺎﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ
ﻋﺎﻟــــــــــــﻤﺎ ﻋﺎﻣﻼ ﺗﻘﻴﺎ ﻧﻘـﻴﺎ
ﺯﺍﻫــﺪﺍ ﻋﺎﺑــــﺪﺍ ﺻﺆﻭﻣﺎ ﻗــــــﺆﻭﻣﺎ
ﻋﺎﺭﻓﺎ ﻛﺎﻣـﻼ ﻭﻟﻴﺎ ﺯﻛــــــــــﻴﺎ
ﺳــــﻴـــﺪ ﺃﻳــــﺪﺍ ﻣﻄــــــﺎﻋﺎ ﻣﻬــﻴـﺒﺎ
ﻫﻴﻴـﻨﺎ ﻟﻴﻨﺎ ﻛﺮﻳـﻤﺎ ﺣﻴــــــــــــﻴﺎ
ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺳﻬﻼ ﺍﻟـ
ـ ــﺨﻠﻖ ﺣﻠﻮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻋﺬﺑﺎ ﺷﻬـﻴﺎ
ﻃﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺟﺰﻝ ﺍﻟﺮ
ﺃﻱ ﺛﺒﺖ ﺍﻟﺠﻨــــﺎﻥ ﺷﻬﻤﺎ ﺫﻛـﻴﺎ
ﻣﺎ ﺧﻼ ﻣـﻦ ﻭﺻﻒ ﺑــــﻪ ﻳﺤﻤﺪ ﺍﻟﻨﺎ
ﺱ ﺑﻠﻰ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺭﺳـــــﻮﻻ ﻧﺒﻴﺎ
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺗﺘﻮﺍﺩﺭ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺮﺍﺛﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ،ﺃﻭﺩﻋﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻻﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﻓﺔ ﻭﻓﻜﺎﻫﺔ،ﻭﺇﻥ ﺣﻤﻠﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﻔﺴﺎ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻠﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺒﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﺧﻀﻮﻋﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ،ﻟﻴﺼﻮﻍ ﺣﺴﺮﺗﻪ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻋﺮﻭﺑﻲ ﻧﺎﻗﻢ .
ﻛﻔﻰ ﺣﺰﻧﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳـــﺰﺍﻝ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺴﻒ ﺩﺍﻉ ﻣﻦ ﺩﻋــﺎﺓ ﺟﻬﻨﻤﺎ
ﻭﻓﻲ ﺷﻴﻌﺔ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻧﺒﻘﻰ ﻭﺣﺰﺑــﻪ
ﻭﺃﺳﺮﺗﻨﺎ ﺟﻨــﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻤﺎ
ﻓﻴﺎ ﻋﺠﺒﺎ ﻣﻦ ﻛـــﺎﻓﺮ ﻗﺎﺩ ﻣﺴﻠﻤﺎ
ﻭﻣﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﺷﺎﻗــﻪ ﺻﻮﺕ ﺃﻋﺠﻤـﺎ
ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻲ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ
ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻘﺔ ﺇﺧﻔﺎﺅﻩ ﻭﺇﻥ ﻇﻠﻠﺘﻪ ﺑﻤﻼﻣﺤﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﻓﺔ،ﻭﻫﻮ ﺣﺴﻪ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻲ ﺍﻟﻤﺮﻫﻒ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،ﻭﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ،ﻭﻗﺪ ﺣﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﻮﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،ﻣﻨﺘﻘﺪﺍ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﻮﻯ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﻪ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ،ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺪﻭﺩ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﻬﺮﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻀﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻣﺎﻟﻲ ﺃﺭﺍﻙ ﺭﻏﺒﺖ ﻋﻦ ﺁﺑﺎﺋﻚ
ﺃﺗﺮﻳﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺩﻭﻥ ﺃﻭﻟﺌـــﻚ؟
ﻫـﻞ ﺃﻧﺖ ﺇﻻ ﻣﻬﺮﺓ ﺷﺮﻗﻴـﺔ
ﻳﺠــﺮﻱ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻚ؟
ﻭﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺪﻭﺩ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ،ﻟﻴﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀ ﺃﻭﺳﻊ،ﻧﺎﻗﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﺸﺘﺘﻬﻢ ﻭﺿﻌﻒ ﻛﻠﻤﺘﻬﻢ .
ﺳﺌﻤﺖ ﺍﻟﺸﻌـــﺮ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺃﻗﻴﻢ
ﻟـﻪ ﻭﺯﻧـﺎ ﻓﺴﺎﻟﻤـﻪ ﺳﻘﻴــﻢ
ﻭﻣﺎﺭﺳﺖ ﺍﻟﺒﺤﻮﺭ ﻭﻣﺎﺭﺳﺘــﻨﻲ
ﻓﻤﻌـــﻮﺝ ﻋﻠﻲ ﻭﻣﺴﺘﻘﻴـــﻢ
ﻳﺒﺚ ﺃﺧﻲ ﻋﺪﻭﻱ ﺳــﺮ ﺳﺮﻱ
ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺮﻭﻥ ﺣــﺎﻟﻲ ﺗﺴﺘﻘﻴــﻢ؟
ﻭﻳﺤﺮﻗﻨﻲ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﻨﻔــﻂ ﺃﺭﺿﻲ
ﻓﻤﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﺃﻇﻌـﻦ؟ ﺃﻡ ﺃﻗﻴـــﻢ؟
ﻓﻠﻴﺖ ﺍﻟﻨﻔـﻂ ﺑﺎﻟﺪﻣـﺎﻡ ﻣــﺎﺀ
ﺗﻘﻴـﻢ ﻋﻠﻴـﻪ ﻗﻴــﺲ ﺃﻭ ﺗﻤﻴـﻢ
ﻭﻟﻴﺖ ﺍﻷﺭﺯ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣــﺮﺝ
ﺗﺮﻭﺽ ﺑـﻪ ﻗﻀﺎﻋـﺔ ﺃﻭ ﺗﺴﻴـﻢ
ﻭﻳﺮﺳﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻲ ﺑﻴﻦ ﻓﻀﺎﺋﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮ ﻭﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻤﺠﻨﺢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﻠﺞ ﺻﺒﺢ ﻣﺎ ﻋﻦ ﻋﺮﺏ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺍﻟﻀﺎﺭﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮﻩ .
ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺮﺟﻌﻲّ ﻓﻴﻨﺎ ﻣـﻦ ﻧﺴـﺐْ
ﻛﻞُّ ﺭﺟﻌﻲٍّ ﺩﻋﻲٌّ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺮﺏْ
ﻟﻢ ﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻭ ﻧﻤﺸﻲ ﻗُﺪُﻣـﺎً
ﻟﻴﺲ ﻳُﻠﻬﻴﻨـﺎ ﻟُﻐـﻮﺏٌ ﻭﻧَﺼـﺐ
ﻛـﻢ ﺗَﻔﺮّﻗْﻨـﺎ ﺯﻣﺎﻧـﺎً ﺷِﻴَـﻌـﺎً
ﻓﺘﻮﺣّﺪﻧـﺎ ﻟـﺸـﺮٍّ ﻣُﺮﺗـﻘَـﺐ
ﻛﻢ ﺧﻤﺪﻧـﺎ ﺛـﻢ ﺛـﺎﺭﺕْ ﻧﺎﺭُﻧـﺎ
ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺭ ﻛﺎﻣﻦٍ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﻄـﺐ
ﻧﺒﻀـﺔٌ ﻗﻠﺒﻴّـﺔ ﻣـﻦ ﻳَـﻤَـﻦٍ
ﺃﻧﺒﻀﺖْ ﻣﻦ ﻣﺼﺮَ ﻗﻠﺒﺎً ﻓﻮﺟـﺐ
ﺛﻢ ﺃﺻﻐﻰ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻫﺎ ﻫﻨـﺎ
ﻛـﻞُّ ﻗﻠـﺐٍ ﻋﺮﺑـﻲّ ﻓﺎﻗﺘـﺮﺏ
ﻋـﺪﻥٌ ﻛﺎﺭﻫـﺔ ﻗـﺪ ﺃُﺩﻣﺠـﺖْ
ﻓﻲ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨـﻮﺏِ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬِـﺐ
ﻭﻓﻠﺴﻄـﻴـﻦُ ﻟـﻨـﺎ ﻏﺎﺋـﺒـﺔٌ
ﺑﻘﻄـﺎﻉ ﻋـﺮﺑـﻲٍّ ﻣُﻐﺘـﺼَـﺐ
ﻗﺎﺳـﻢٌ ﺃﻗـﺴـﻢ ﻻ ﻳﺼﺤﺒـﻨـﺎ
ﺳﻮﻑ ﻳﺮﺿﻰ ﻗﺎﺳﻢٌ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ
ﺳُﺤﺐٌ ﻗـﺪ ﻋﻜّـﺮﺕْ ﺃﺟﻮﺍﺀﻧـﺎ
ﺳﻨﺮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺲَ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻐﻴﻢُ ﺫﻫـﺐ
ﺇﻥْ ﻳﻘﻞ ﻣﺴﺘﻌﻤِـﺮ ﻣَـﻦْ ﺃﻧﺘـﻢُ
ﻗﻠﺖُ ﻭﺍﺳﻤﻲ ﺳﺎﻟﻢٌ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻫﻞ ﺗﺮﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏْ
ﻭﺣﺪﺓً ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣَـﺮِّ ﺍﻟﺤِﻘَـﺐ
ﻗــﻮّﺓً ﺫﺭﻳّــﺔ ﺿـﺎﺭﺑــﺔً
ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﺳﺒـﺐ
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ،ﻭﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ،ﻟﺘﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺺ ﺯﻣﺎﻧﻲ ﻭﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺩﺍﻓﻘﺔ .
ﻭﺗﺘﺤﻮﻝ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺪﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﺍﺀ ﺻﺎﺭﻡ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﻮﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﺍﻟﺮﻗـــــﺎﺩ؟ ﻏﺮﻛـﻢ ﻣﻦ ’’ ﻛﻴﺴﻨﺠـﺮ ’’ ﺍﻟﺘــﺮﺩﺍﺩ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺤﻮﻥ ﻟﻠﺴﻠﻢ ﻣﻬــــﻼ
ﻻ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻻ ﺍﻟﺠــــﻼﺩ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺤﻮﻥ ﻟﻠﺤــــﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍ
ﻗﻊ ﺃﻳﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ؟ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺠﻬـﺎﺩ
ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺪﻭﺩ
ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺣﻮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻭﺍﻟﻔﻜﺎﻫﺔ ﻭﻳﺮﻭﻱ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﻤﺪﺍ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺘﺎﻩ ﺇﻧﻪ ﺳﺎﻓﺮ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪﺍ ﻳﺼﻒ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﺎﺕ ﻓﻘﺎﻝ
ﻭﻗﻔﺖ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺋـﺢ ﻭ ﺳﻴﺎﺳـﻲ
ﺗﺮﺷﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺧﻔﻴﻒ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ
ﻭﺭﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﻫـﻲ ﺗﻨﺎﺟـﻲ
ﻓﻰ ﻫﺪﻭﺀ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﺟـﺮﺍﺱ
ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋـﺪ ﺗﺤـﻮﻱ
ﺳﺘﺮﺓ ﻟﻠﻨﺠـﺎﺓ ﻋﻨـﺪ ﺍﻹﻳـﺎﺱِ
ﻓﻮﺟﻤﻨﺎ ﻭﻗـﺪ ﺑـﺪﺕ ﻛﻠﻤـﺎﺕ
ﻻﺗﺪﺧﻦ ،ﻭﺃﻟﺒﺲ ﺣﺰﺍﻡ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ
ﻓﺼﻌﺪﻧﺎ ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻨﻔـﻮﺱ ﺭﺟـﺎﺀ
ﻭﺇﻟﺘﺠـﺎﺀٌ ﻟﺨﺎﻟـﻖ ﺍﻷﺟـﻨـﺎﺱ
ﻭﺍﺳﺘﻮﻳﻨﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻮ ﺛـﻢ ﺷﺮﺑﻨـﺎ
ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﺭ ﻭﻛﺎﺳـﻲ
ﺃﺗﺤﻔﺘﻨـﺎ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮﻳـﺎﺕ ﺟﻤﻴﻌـﺎ
ﻭﺑﺄﻛﻞ ﻳﺄﺗﻴـﻚ ﻓـﻰ ﺍﻷﻛﻴـﺎﺱ
ﻓﻨﺰﻟﻨـﺎ ﻓﺸﻴﻌﺘـﻬـﺎ ﻋـﻴـﻮﻥ
ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻﻠﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺳـﻲ
ﺛﻢ ﺳﻜﺖ ﻓﺄﻛﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻗﺎﺋﻼ
ﻟﻴﺖ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻋﻲ
ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻭ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺍﻟﺰﻧﻜﻠﻮﻧﻴﺎﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺮ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺪﻭﺩ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻣﻊ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﻤﺪﺍ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺘﺎﻩ ﻣﺴﺎﻣﺮﺍﺕ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪﺍ ﻣﺸﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻳﺪﻋﻰ ’’ ﺍﻟﺰﻧﻜﻠﻮﻧﻲ ’’
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﻴﻦ ﺷﻮﺅﻥ
ﻛﺜﻴـﺮﺓ ﻭﻓـﻨـﻮﻥ
ﺍﻟﺒﻌﺾُ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺴﻴﻂ
ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺯﻧﻜﻠﻮﻧﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺪﻭﺩ :
ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪﺍ ﺻﻠﻮﻧﻲ
ﻭﻋﻨﻪ ﻻ ﺗﻔﺼﻠﻮﻧـﻲ
ﺇﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻣﻨﻪ
ﻭﺇﻥ ﻫـﻢُ ﻋﺬﻟﻮﻧـﻲ
ﻋﻠﻰ ﺛﺒـﺎﺕ ﻓﻤﺎﻟـﻲ
ﺗﻠـﻮُّﻥُ ﺍﻟﺰﻧﻜﻠﻮﻧـﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﺣﻤﺪﺍ :
ﺍﻟﺪﻫـﺮ ﻛﺎﻟﻤﻨﺠـﻨـﻮﻥ
ﻳﺠﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻜـﻮﻥ
ﻹﻥْ ﻗﻀﻴﻨـﺎ ﺯﻣـﺎﻧـﺎ
ﻓﻲ ﻏﻔﻠـﺔ ﻭﻣﺠـﻮﻥ
ﻓﻘـﺪ ﻗﻀﻴﻨـﺎ ﺯﻣﺎﻧـﺎ
ﻓﻲ ﺻﻮﻥ ﺷﻌﺮ ﻣﺼﻮﻥ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺪﻭﺩ ﻳﺤﻜـﻲ
ﻧﻮﺍﺩﺭﻫﺎ ﻣـﻦ ﻓﻨـﻮﻥ
ﻭﺗــﺎﺭﺓ ﻧﺘـﺴـﻠـﻰ
ﻓﻰ ﻋﺎﻟـﻢ ﺍﻟﺰﻧﻜﻠﻮﻧـﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﻭﺍﻟﺪﻧﻤﺎﺭﻙ
ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻂ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺑﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﺴﻤﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﻣﺜﻴﻼﺕ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺪﺍﻧﻤﺎﺭﻛﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﺮﻭﻗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺤﺎﺿﺮﻱ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺑﻴﺘﻴﻦ ﻟﻠﻤﺘﻨﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺸﺮﺍ ﻗﻂ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﻭﻫﻤﺎ :
ﺑﻐﺎﻧﻲ ﻧﺎﻗﺪﻱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺭﺽ
ﻟﻴﺪﺭﻛﻨﻲ ﻭﻋﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺮﻛـــﻲ
ﺑﻐﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻜﺎﻅ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻧﻲ
ﻓﻐﺮَّﺏَ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﻧﻤــﺮﻙ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﻳﺴﺘﻘﻰ ﻷﻫﻠﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﻢ،ﻭﺭﻛﺐ ﺃﺗﺎﻧﺎ، ﻓﺘﺨﻴﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺟﻮﺍﺩ ﻋﺮﺑﻲ ﺃﺻﻴﻞ ﻭﻗﺎﻝ
ﺳَﺮَﺍﺗﻚ ﺳﺮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺮِّﺷﺎﺀُ ﺭِﻛﺎﺑﻲ
ﻭﺯَﻧْﺪﻙِ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐِ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﺎﺑﻲ
ﻓِﺪﺍﻙِ ﻛُﺮﺍﻉٌ ﻭﺍﻟﺤَﺮُﻭﻥ ﻭﺩﺍﺣﺲٌ
ﻭﻋَﻠْﻮَﻯ ﻭﺟَﻠْﻮَﻯ ﻭﺍﻟﻌَﻄَﺎ ﻭﺳَﻜَﺎﺏِ
ﻟﻴﺠﻤﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺳﺘﺔ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺪﻭﺩ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻷﺩﻳﺐ

شارك هذه المادة