ولد عبد العزيز مثل الغريق الذي يريد أن يتعلق بأي قشة مهما كانت تافهة أو متخيلة و بدا في مقابلة جون آفريك كمن يهذي أو لا يعي ما يقول و يكذب بدون هوادة. كيف لمن خرج بمائة صندوق أن يقول إنه خرج على عجل و لم يحمل دولارا واحدا معه و أنه ندم على أنه لم يستصحب معه مالا ؟ ثم إنه لا يعي أنه في الداخل جمدت له أربعون مليارا و في الخارج بدأ البحث عن الثروة الهائلة المنهوبة خاصة في تركيا التي ادعى أنه خرج اليها بدون مال.
لا أصدق أيضا أنه كان يرفض الجواب على رسائل الرئيس غزواني لأنه ببساطة جاء إلى البلاد متخيلا أنه سيتقاسم معه السلطة أو أنه سيستردها منه و عندما ظهر له أن ذلك دونه خرط القتاد بدأ في مؤتمراته الصحفية التي كان يخرج بكل واحد منها بفضيحة أو باعتراف مهلك في مساره القضائي. نتذكر جيدا المؤتمر الصحفي الذي قال فيه إنه لم يلمس راتبه طوال فترة حكمه و المؤتمر الذي اعترف فيه بأنه ثري و أن ثروته تزداد كل يوم. ألا يعلم أن ثراء الرئيس تهمة بحد ذاته و أن المال لا يناسب الرؤساء الذين لم يرثوه عن آبائهم و كان مسارهم مسارا وظيفيا عسكريا بحتا لا يتيح القانون لصاحبه التجارة و التربح.
أما قوله إن عودة رجال الأعمال الذين هجرهما هو إعاقة للعدالة فذلك يعني أن العدالة بالنسبة له هي ما يتماشى مع رغباته الشخصية و أحقاده على الناس.
لن يستمر ولد عبد العزيز في هذه الحالة الهستيرية وقتا طويلا لأن ملفه القضائي مكتمل الأركان و التهم ثابتة عليه و باعترافه بالصوت و الصورة و أن هذا الجهد المبذول في القيل و القال من الأفضل أن يدخر للمعركة القضائية التي لا يستطيع أن ينتصر فيها أبدا.
منى الدي/ تدوينه