صانع الغربال…/ محمدسالم ول الوذان

التقيت شيخا كبارا يحمل خيوطا رفيعة على كتف بها ندوب وآثار جراح ، بيده معول وعدد قليل من مسامير علا الصدأ بعضها و على كتفه الآخرى اعواد وقطع من حديد.
كان العرق يملأ بعضا من أخاديد غير منتظمة رسمتها ايدي الزمان على جبهته الناتئة ووجنتيه اللتان احالت لو نهما شمش الهواجر إلى لون غامق بين النحاسي والبني .
دفعني الفضول إلى اعتراص سبيله رغم شدة القيظ وسؤالة عن خرج المتاع الذي يحمل وعن الغرض منه فأجابني رغم كونه على عجلة من أمره وبنبرة يطبعها الحزم والجد سأصنع منه غربالا ضخماأحجب به ضوأ شمس ما يو الحارقة فى رابعةالنهار سأحيل به الظهيرة إلى ظلام دامس وظل ظليل .
تراجعت إلى الخلف بضع خطوات مفسحا له الطريق يتنازعني الاستغراب والدهشة والشفقة وفجأة بعد استحضاري لواقع جزء من اشباه ساسة اليوم فى البلاد و امتهانهم صنعة قلب الحقائق ومحاولة ذر الرماد فى العيون
تذكرت أن للرجل اشباها وأن مايرمي إليه ليس غريبا فى عالم
اليوم وأن لا فرق بينه وبين الذين يعملون جاهدين على حجب أهمية الزعيم احمد ولد داداه ورمزيته ودوره الرائد فى ترسيخ الديمقراطية فى البلاد واسهامه الكبير فى النضال الوطني وأهمية موقفه الداعم لفخامة الرئيس محمد لد الشيخ الغزواني هذ الموقف الذي يعتبر وطنيا وعالميا شهادة تبريز ووسام استحقاق واعترفا من الرجل بأهليةفخامته للقيادة وقدرته على تحقيق الطموح والسير بالبلاد نحو الرقي والأمن والاستقرار.
محمد سالم وذان.

شارك هذه المادة