Eddehma Rimمنى صلاح.. لك قبعتي..عزيزتي المتميزة”وعسِّكْ” من يَجذبوك للسياسة…

بين مُنَى وإمَّامه.
……..:
استنكرت منى صالح من موقعها في الغرب “الفاجر” عرض فيلم “باربي”، وتمترست امامة وزوجها في المغرب الإسلامي خلف حق العرض، كان رأي منى محل اجلال، وإنْ أخذ عليها بعضنا كفرها بثقافة أولياء نعمتها، وكان رأي الأخرى محل استهجان وإن مُنِحت العذر بأن الفيلم ليس بتلك الشناعة، وبأنه تحصيل حاصل هنا، لأنَّ القوم لا يحتاجون دعاية إذ لا يعانون أصلا من أيِّ حظر أو تعتيم صريح رسمي أو عرفي أو خفي لأنشطتهم أو لعلاقاتهم البينية أو لعلاقتهم بالمجتمع.. العكس هم سادة الواجهة اليوم، ولهم كامل الحرية في العيش في فلك الخطيئة سرا أو علنا،.. وأنهم ينعمون برعاية ذهبية في الأوساط الفنية كلّها تقريبا، ويتمتّعون برغد التَّقبل في جل الأوساط الاجتماعية، خصوصا تلك التي لا تستغني عن التلميع اللفظي في موروثها.

شخصيا أعَظِّمُ في الغرب الجد والتفوق والسيطرة والتقدم العلمي، وسيادة الحرية والعدل، ومُولَعة بمنتوجاته وموسيقاه وأدبه ومن أسعد لحظاتي أن أتسكَّع وأتيهَ في شوارعه ومعالمه.
لا تعنيني أنماط الحياة الغربية من حرية الجنس لحرية تعدد الشركاء، لحرية البغاء وتقنينه، لا يزعجني أكلهم للخنزير ولا مقارعتهم الكحول ولا تشريعهم للمخدرات، ولا عزل والديهم في مَآوٍ فارغة،.. واحترم أساقفتهم وكهنوتهم،.. فذلك شأنهم، وقد ساروا بوعي في هذا الاتجاه بعد تمردهم على ما اعتبروه قيودا دينية عبثية تُعرقل مسارهم نحو الحرية… لكنني لستُ مضطرة أو مجبرة على حمل نفس الرؤى، ولستُ مطالبة بتتبع نفس المسار أو التماهي معه لأصِلَ للحرية بمفهومي.. فالأمم ليست “استاندار”.

لستُ أيضا من سخافة الانبهار، لأتغافل أنَّ ذلك الغرب العادل المرفَّه، هو نفسه الغرب الفاجر المستعمر، الماجن الكاذب القاتل بسادية، والراعي لأنماط المنكر الأكبر،.. وأن أولئك الأطهار علْميا، الأبرار اقتصاديا، هم نفسهم أنذال التاريخ ولصوص الحاضر، وما سادوا إلاَّ بعد أن كادوا لأمم أخرى وأفنوها وأبادوا.. ومازالوا!.. وأن من حقي حماية اختلافي عنه في الموروث والمعتقد.

وإنْ كنتُ أعقلُ عوامل ضعفنا الداخلية وتخلّفنا، فإنّي أعقلُ أيضًا أنَّ نفس الغرب عمَّقها، وأنه شكَّكنا في عقائدنا وأنه دسَّ فيها الشبهات واستباح عقيدتنا التي سمت على كل العقائد بالأخلاق، وشوهها وحاربها.. أما غير ذلك من التبريرات فهو استلاب.

وأمَّا أن يتولى المتعلم المثقف أو العارف كبر الدفاع عن بعض الصادرات المشبوهة باسم القابه التقدمية اسْتِهواءً أو إِغْواءً، وأن يُوفّر لحضورها عوامل تقبُّل رسمية -دعاية واحتضانا وتمويلا- باسم الانفتاح والتمدن، فذلك يُضحك حتَّى الثكالى.. المدنية لا تناطح الثوابت.

لستُ ضد “المؤثرين” أو “المؤثرات” بمفهوم العالم الافتراضي،.. وفي مفهومي الشخصي أنهم شباب أُثقِلَ خياله بالصّور السّريعة، يَرطن عفويا بما لا يُدرك، ويتقمّص قشور مدنيَّة حولاء، بلا جذور صلبة أو مُحصِّنة، يعيشون “عصرهم” في شبه عزلة عن مجتمعهم.. ويَأخُذ عليهم هذا المجتمع أنهم لا يوالونه ولا يُوادُّونه،.. ويقول المتطرف في نقدهم إنّهم نفر من الأغرار، أصبحوا آلة غرسٍ في صورة لوحات ترويجية تحمل أكثر من اسم من بينها “المؤثرون” أو التافهون… وأن جيلا قائما بين عمر 5- 25 سنة يتخذهم قدوة ويستهلك دعايتهم بهم بشكل مقلق.. ولذلك صاروا مؤهلين للترويج لأحمر الشفاه صباحا ولمؤتمر علماء الساحل زوالا، ولحفلٍ موسيقي ناعم مساء، وللجنة الوطنية لحقوق الانسان في صباح اليوم التالي!.. ترويجٌ لأي شيء ولكل شيء وما بربي “اللينة” إلا من غزية!.. هي إلي آشْ!

هذي الجماعة القزحية واقع، لكن من حق الناس تدارك بعض قيّمها، وما لا يدرك كله لا يترك جله بذريعة العجز أو الخوف من نوع من المواجهة.

باسم التقدمية ومنطق العصر، كنا بالأمس ظهيرًا لامامه وفراسها الأسمر في تمرّدها ضد ثوابت محيطها الاجتماعي، فهل أخطأنا؟!.. لأننا ندفعها اليوم أنْ تطمع في أنْ نآزرها لتكسير حاجز آخر للترويج لاعتقاداتها السطحية، وهي “تلعب” ببعض ثوابتنا الأخلاقية الجامعة.. اعطيها اشبر!..

منى صلاح.. لك قبعتي.. واصلي عزيزتي المتميزة التثقيف بالدعوة النظيفة.. وعسِّكْ من يَجذبوك للسياسة، أخيرْ فيكْ بيع المخدّرات من بيع الدينْ.

تحياتي.
Eddehma Rim

شارك هذه المادة