الحلقة_الأولى:
لا أعرف من أين ابدأ فقد يصدق علي قول الشاعر خِرَاش:
تكاثرت الظباء على خِراش …فما يدري خراش ما يصيد ؟
فهل ابدأ بتصحيح فهم واطلاع و ذائقة بعض المنتقدين الذين أخذوا علينا وضع هذا العنوان بهذه الصيغة :
انواكشوطتفوحثقافة ?
أم أبدأ في التأريخ لمركزية الثقافة في بلاد شنقيط؟
هل أقف هنا غير بعيد من انواكشوط(تيدره) واستوقف وأبكي واستبكي لحظة عز وشموخ يستذكرها العالم الاسلامي فيعيد الجميل لمن صنع جميل التاريخ الثقافي للعالم الاسلامي …أقول هذا الكلام ويتنازعني ” اشتغال” سفراء شنقيط فلمن اعطيه الأولوية هل أعطيها لمصحح القاموس والعلامة ولد اتلاميد المنتدب عن الخلافة العثمانية للخطاب أمام ملك السويد أسكارى الثاني والقائل
انا المغربي المشرقي حمية اذب عن القطرين بالسيف والعلم…
أم لابناء مايابى أم لاَب ولد اخطور ، اولئك الذين تصدروا للفتوى في المملكة العربية السعودية ام نعطيها لمن منهم قد تبوأ مكانا عليا في المملكة الأردنية الهاشمية وزيرا وحافظا للخوانم ؟ أم نعطيها لمن فاق كل واعية من علماء مصر اعني لمجيدري ولد حبلل….أم لأبناء انجبنان القاطنين منذ قرون في السودان والمتصدرين للافتاء في تلك البلاد….؟
ويبقى السؤال الكبير لماذا لم تكن انواكشوط عاصمة للثقافة قبل اليوم؟ فهل الأمر يتعلق بمنطق الدورية السطحي أم يتعلق بدورية التاريخ خاصة أن العالم تحول إلى قرية واحدة ويرى ويسمع ما يحدث في البلاد من منجزات ثقافية ؟
أسئلةكثيرة تنهال علي من هنا وهناك فلا أجد مندوحة سوى البدء بالتصحيح لمن اعترضوا على هذا العنوان #نواكشوطتفوح_ثقافة …
أقول وبالله التوفيق إنني لم أقف في أشعار العرب_ والشعر هو ديوان العرب_ على معنى لفعل فاح (يفوح ويفيح) إلا ويشير إلى الطيب والعًبًق والرائحة الجميلة وخير ما نبدأ به مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فاح العبير اذا ذكرت محمدا…والنور أشرق والظلام تبددا
صلى عليك الله يانبع الهدى…ما طار طير في السماء وغردا…
لن أكثر من الشواهد فيكفي ما وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أراد الزيادة وسعى لها سعيها فعليه أن يعود إلى متون الشعر العربي فله في قول المتنبي أسوة حسنة :
بدت قمرا ومالت خوط بان…و #فاخت عنبرا و رَنَّت غزالا..
اوقول كثير عزة:
تفوح بما يشبه الطيبَ طيبُه، إذا ما تعاطت كأسَها من يدِِ يدُ
يفوح القرنفل من جبينها…وريح اليلنجوج والعنبر
مهما كان نوع “تدخال الأصباع” خاصة فيما يرفع رأس موريتانيا فإنني لا أجد مبررا لا في لسان العرب لا في السماع منه ولا في القياس ولا في الشاذ ، ولا في البلاغة يمكن أن يقف في وجه هذه الجملة اللهم إذا كان فهمنا الحسي المنغمس في البحث عن المثالب ، وربما كذلك قد نفسر هذه الاعتراضات على احتمال ضعف مخزوننا المعرفي بما في ذلك تَصَحر ذائقة البعض و قصورتفكير البعض الآخر خاصة أمام عالم المجاز…
اخيرا ومن باب إعراب المفردات فانواكشوط تفوح ثقافة ،فثقافة تمييز محول عن الفاعل و #التمييز_واعر…
يتواصل
الشيخ سيدى محمدمعى