“الامجد”هل اكتب عنه إنسانا أم خالاواستاذاأم إعلاميا أديبا…

تخوننى العبارات وانا فى كامل صحتى فكيف لاتخوننى وانا تحت الحمى وقدفجعت بخال كريم وأستاذ حنون هو خالى واستاذى محمد الامجد محمد الامين السالم( ولد حماه)
العبارات الآن أكثر هروبا وخيانة وخروجا على السيطرة
فماذا ساكتب وكيف والقلم المقرور يشاغب أصابع لاتقوى على الإمساك به
الامجد
هل اكتب عنه إنسانا أم خالا واستاذا أم إعلاميا أديبا سيال القلم
هل اكتب عن ذلك الفتى الأنيق أيام كانت الأناقة عملة نادرة وهو يلقى علينا التحية فى حجرة دراسية بإعدادية( المقبرة) بالميناء ذات صباح شتوي بارد تكدسنا فيه كقطع( امبورو لحطب) طلبا للدفئ والحجرة تأخذ شكلا غريبا كانها ستستقبل حفلة( هيب هوب) صاخبة فانكسارات الهواء والضوء الخارجيين القادمين من فتحات مبعثرة هنا وهناك تمنحها ارضية( ضوئية) كأنها بقايا العاب نارية رسمت على ارضيتها أشكالا والوانا غريبة
تبدو دراعة الفتى خضراء فاخرة معطرة يمسك بها حتى تقبل البقاء نشازا جماليا فى لوحة من الفوضى
يطلس السبورة برفق مع ابتسامة جميلة تتبع نظرات يمسح بها الحجرة كلها
كانت الحصة الأولى وكانت للتعارف
أخبرنا أنه سيدرسنا التربية الإسلامية وبمرحه واريحيته أردف قائلا وفى دماغى اشياء كثيرة يمكننى أن ادرسها لكم متى شئتم ولكن انا فقط أستاذ التربية الإسلامية كما قالت الإدارة التى تعتقد أن كل أستاذ يمكنه فقط تدريس مادة واحدة
من يومها بدات علاقة حب حميمية بيننا مع الأستاذ الامجد
كانت حصته مناسبة أريحية ومرح وود والفة
كان يحبنا ونحبه
الامجد كان أستاذا موهوبا يألف ويؤلف
سرعان ما عرفنى وعرفته فثمة وشائج عائلية تجمعنى به فاليعقوبيون الكرام اخوال والدى والكثير من أسرهم له نصيب من تلك الخؤولة التى نعتز بها
لاحقا عايشت الامجد فى الإعلام والصحافة
كنت اخاطبه دائما استاذى وخالى
فكان يرد بحميمية
( خالك نعم وافتخر
استاذك لا بل أنا الذى اقرأ لك وتعجبنى كتاباتك ومواقفك وإنسانيتك انت استاذى فى الكتابة الجميلة)
اختزن مع كل تلك السنوات وفاء لانظير له لكل من عرفه وعايشه
تغيرت ظروف هنا وامتدت دروب هناك وبقي الامجد الإنسان الوفي الخلوق المرح المتواضع المبدع
قبل ذهابه إلى تونس كنت معه فى مركز القلب خطوة بخطوة وهو يجرى بعض الفحوصات
كنت أراه يضعف أمامى لكنه كان يظهر الجلد بوجه باسم وملامح صابرة
ذهب إلى تونس ثم عاد كالفرسان والفتية ليسلم الجواد والخوذة والسيف والرمح والراية أمانة مجد وكرم لينام اخيرا بهدوء تحت أرض أحبها وكافح من اجلها بقلمه وطبشوره وزهرة شبابه
نم يا خالى واستاذى فلقد عدلت فامنت فنمت
نشهد لك بالأخلاق والتواضع وحب الخير للجميع
نشهد لك بسرعة البديهة والذكاء والموهبة
ماذا عسانا نقول ونحن نودعك أستاذا وخالا وصديقا ورفيقا ورجلا شديد الإيمان بالله قوي العقيدة والشكيمة
لن نقول إلا خيرا
نعزى فيك أنفسنا وكل اليعقوبيين الطيبين فى كل مكان
نعزى فيك لأهل والأحبة والاصدقاء وكل الموريتانيين المفجوعين فيك
اللهم اغفر لمحمد الامجد ولدحماه وارحمه وتجاوز عنه
إنا لله وإنا إليه راجعون

حبيب الله أحمد

شارك هذه المادة