لو كان مالك حيا في هذا العصر لاتخذ حسابا فيسيا ضاريا؛ ينشر فيه علمه ومسائله… ويحفظ فيه موطأه ومدونته…
ويقبل صداقة ابن شهاب الزهري؛ وابن هرمز؛ وربيعة الرأي… ليستفيد من علمهم… ويراسلهم على الخاص – أحيانا – فيما أشكل عليه من الحديث والمسائل دون أن يذهب إليهم في بيوتهم!
ولقبل تلمذة ابن القاسم وابن وهب وابن الماجشون…على الفيس كأصدقاء وتلاميذ…
وﻷراح الجارية من استقبال الطلاب وسؤالهم: هل يريدون الحديث أم المسائل؟!
ﻷن ابن وهب كان قد نسق معه درس الحديث على الخاص؛ وابن القاسم دخل عليه ” الشات” صباحا وأعلمه أنه هو ومجموعته يريدون المسائل!
والذي أريد أن أصل إليه أن العلماء والفقهاء ينبغي أن تكون لهم حسابات على الفيس وتويتر وغيرهما… وأن إيهام الناس أن ” الفقيه” لا ينبغي أن يشتغل بالفيس ولا أن يكون له حساب فيه؛ “علمنة باردة”! أنتجتها خلفية بدوية!
الفقيه كغيره يأكل الطعام ويمشي في اﻷسواق؛ ويتصفح الفيس وتويتر ويكتب فيهما!
فالله سبحانه وتعالى خلق لنا ما في اﻷرض جميعا لننتفع بنفعه ونجتنب ضره؛ فعلى العالم – وغيره أيضا – أن يأخذ نفع الفيس وهو كثير من بث لعلم وأدب؛ ودعوة بحكمة وموعظة حسنة؛ واطلاع ووعي بأمور دنياه؛ واستفادة وإفادة في أمور أخراه؛ ويجتنب ضره وما أكثره!
وينبغي لحساب الفقيه أن يتميز عن غيره فتطبعه الرزانة والتؤدة؛ وتجافيه الخفة والبذاءة؛ ويكون حسابه كالجليس الصالح الممثل بالمسك؛ إما أن يحذيك؛ وإما أن تجد منه ريحا طيبة!
ابوسهلة سيداحمد