الأخ الريسوني. ……ا/ الدهماء…

لا تخلو فاصلة زمنية من نعيب ذهنٍ لائبٍ من المغرب، استقياء لمكبوتٍ تاريخي أزليٍّ من الرَّغبة العُقدة في التَّمدد جنوبا .. لا جديد!
في سنة 2016 عاود حميد شبَّاط، زعيم حزب الاستقلال وقتها (حزب المال والفساد والأرستقراطيات العائلية)، عاود نفس الهلوسة بقناعة قديمة لحزبه بالذات تدفع تخوم بلده إلى نهر السنغال.. أصدرت الخارجية المغربية بيان تنديد بما ذهب إليه، .. اعتذر المغرب الرسمي حضورا عن خطيئة المغرب الشعبي.. وعجَّلت السقطة اللفظية بسقوط المسيء إلينا في سيادتنا من زعامة الحزب.
كان أحمد الريسوني في زيغه اليوم، ألْسَنَ في كُفرٍه بنا من سلفه..
طبعا، نحن نتجمَّلُ “بعضويتنا” لأرستقراطية دينية دولية تُسمَّى: الاتحاد العالمي لعُلماء بعض المسلمين، .. بعض إخوانهم.. والذي يرأسه أخوهم الريسوني،..هذه “الصُّحبة في الله”، ليست هيئة رسمية أو شعبية مغربية، حتى يعتذر لنا المغرب عن سقطات رئيسها، ..
فهل سيرعى إخوان الهيئة خاطرا لإخوانهم هنا من الحرج الذي وضعهم فيه خلّهم الأخ رئيس الاتحاد، هل بمقدورهم دفعه هو الآخر إلى التَّحنث من غيِّه التَّوسعي المُعلن بالاعتذار لهم..
أمَّا نحن – من غير إخوانه – فلا رغبة لنا في اعتذاره ولا تهمنا أصلا أعذاره، فقد خبرنا كثيرا تنافر المُعلن والمُستبطن في ملّته،.. وحين تقولون: «له صفاء العالم»، سنقول: «وله أيضًا اعتكار السِّياسي».. فلا عصمة لغير نبي.
بعيدا عن فورات ردود الأفعال والنَّعرات العاطفية، فإنَّ هذه الغبراء -على علاَّتها- غير عابرة في حياتنا، غير نكرة في وجداننا، لها وحدها ولاؤنا، لأنها ببساطة كلمة فخمة، مدلولها.. «وطننا!»
على الريسوني، كما كان على شبَّاط، أن يروّض الصّحراء الغربية أولاً، ويثبّـتها على الخريطة، قبل الشروع في أوهام التَّوسع نحو الجنوب، عليه أن يَميرَ أهله بضمِّها، ومن ثم ليزدد كيل بَعير بموريتانيا …. وفي غير تلك الحالة يظل الحال: “ما شَدْ اعْيالُ يَتْونَّسْ”.
ولمن سينتصر “الإخوان” ولو رمزيا، لسيادة الوطن أم لسواد عيون الأخ؟

شارك هذه المادة