في الحلقة الأولى من لقاء الأدب التي يبثها موقع العگبة للاخبار عبر “مجموعته الواتسابية “اختار مقدم الحلقه المفتش محمد ولد المصطفى ان يكون موضوعها الصورة الشعرية لما لها من أهمية إلى جانب المصطلحات النقدية الحديثة والمعاصرة والتي حظيت بإهتمام كبير من قبل الدارسين والنقاد المعاصرين .
تعتبر الصورة ركن أساسي من أركان العمل الأدبي و وسيلة الأديب التي يستعين بها في صياغة تجربته الإبداعية وأداة الناقد المثلى في الحكم على حالة الأعمال الأدبية وصدق التجربة .
فما الصورة الشعرية في الأدب العربي القديم ؟
كان الباحث الدكتور أحمد دولة ولد المهدي ضيفا لهذه الحلقه للحديث عن هذا الموضوع الشيق.
والذي علق بدوره:
د/أحمد دولة : يختلف العرب عن الحضارات القديمة الأخرى التي تحفظ تاريخها وتسجل أمجادها وتخلدها عن طريق صور مجسمة ،وتماثيل مقامة ، حيث يعتمد العرب على القول ، فتخلد امجادها بنظمها ونثرها -أكثر من غيرها- ، بالإضافة إلى الحصون والقلاع والنقوش
الصورة الشعرية أساسا تعتمد على الخيال فيما لم يكن مرئيا وعلى المرئيات في باب التشبيه الذي قد يكون يكون بين الحقيقي والمتخيل .
ومن مزايا الصورة الشعرية ما تحدثه في نفس المتلقي من انفعال صادر عن انفعال الملقي ، ويكون الإنفعال بقدر تأثير الصورة ودقتها .
الصورة الإبداعية لا بد أن تكون مدفوعة بالموسيقى الشعرية وبالمعاني التي تحرك الشعور .
وقد استخدمها المتقدمون في صورهم ، في نثرهم وشعرهم ، والصورة ليست حديثة كما يظنها بعض الناس اليوم والمصطلح ظهر حديثا ، وكانت عند علماء البلاغة المتقدمين مثل الجاحظ وعبد القادر الجرجاني ، وتكلموا عنها ومثلوا لها ، يقول الجاحظ : *الشعر فن تصويري *. ويقول عبد القادر الجرجاني : و معلوم ان سبيل الكلام سبيل التصور والصياغة وأن سبيل المعنى الذي يعبر عنه سبيل الشيء الذي يقع التصور والصوغ فيه الى غير ذلك.
ومكنوناتها يشكلها مايصوره الشاعر ويجمعه من عدة عناصر ، وذلك يدخل في تعريف الجرجاني للنظم وهو أن أي نص أدبي يجب أن يقوم على أساسين متينين وهما اللفظ والمعنى إذا اختل أحدهما أختل النظم ، ويعتمد هذان الأساسان على الأساليب البلاغية العفوية ، ومن أبرزها المجاز بأنواعه ، والتشبيه ومايتفرع عنه من إستعارة.
وغير ذلك من الأساليب التي تؤثر على المتلقي، وأمثلتها كثيرة في التراث العربي
يتواصل ….موقع العكبه للاخبار